رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور «رأفت عثمان»: الدولة الدينية "أكذوبة".. والسلفية "وهم"!


 يرى الدكتور «محمد رأفت عثمان»،عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الهجوم المكثف على الدكتور «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر، تقف وراءه مصالح شخصية، مشدداً في حوار مع "فيتو" على أن الطيب سوف يظل واحداً من أبرز شيوخ الأزهر.

ويقطع «عثمان» بأن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية، لافتاً إلى أن هذا المصطلح نشأ في عهد القرون الوسطى، عندما كانت الكنيسة تتحكم في السياسة، رافضاً في الوقت نفسه أن تسمى جماعة نفسها بـ"السلفية"..وإلى نص الحوار..

* ما سر الهجمة الشرسة ضد الأزهر؟

-الهجوم الذي يتعرض له شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب»، ليس له ما يبرره، وتقف وراءه أطماع شخصية، وأحقاد دفينة لا تريد صلاح الأزهر ولا استمرار الطيب في منصبه.

 *لكن الهجوم يستهدف الطيب بقسوة شديدة..

- الهجوم على  «الطيب» ليس من فئة واحدة، ولكن من كثير من التيارات الإسلامية، ونحن، شيخ الأزهر وعلماءه - على أتم الاستعداد في الدخول في مناقشات لاستيضاح الأمور والملابسات، و«الطيب» سيظل واحداً من أهم علماء الأزهر الشريف، ولن ينال منه حقد الحاقدين وهذه شهادة لوجه الله.

*هل ترى أن الإخوان المسلمين لديهم نية الاستحواذ على الأزهر؟

-على أية حال.. فإن مهمة هيئة كبار العلماء هي انتخاب شيخ للأزهر منهم والهيئة سوف ترشح عشرة علماء لخوض انتخابات شيخ الأزهر, وأنا لا أتصور أنه يمكن لأي تيار أو فصيل إسلامي أن يتحكم إطلاقاً في الأزهر ولا يوجد لا إخوان ولا سلفيون يمكنهم التحكم في الأزهر؛ لأن الأزهر هيئة عالمية إسلامية كبرى منذ مئات السنين ولم نسمع على مر العصور أن هناك فصيلاً دينياً أو سياسياً استحوذ على الأزهر.

*هناك من يرى أنه ليس من حق الأزهر أن تكون له مرجعية وتفسير للشريعة الإسلامية؟

-الدساتير السابقة أعطت الأزهر حق المرجعية وتفسير مبادئ الشريعة الإسلامية ولا يوجد من هو أعلم من كبار علماء الأزهر حتى يفسر الشريعة الإسلامية، ثم أن الأمر بالتشاور وليس بالجزم، لكن في القضايا الإسلامية الكبرى طبيعي أن يكون للأزهر دور فيها لأنه ممثل عن المسلمين ويعتبر قبلتهم العلمية ومحرابهم، ثم إن مواد قانون الهيئة وقانون الأزهر أعطت هذا الحق للهيئة بكونها مرجعية إسلامية لتفسير مبادئ الشريعة الإسلامية، وأنا أرى أنه لا يتعارض مع أحد كون الأزهر مرجعية.

*لماذا لا يقبل الأزهر في جامعته طلبة من الأقباط في الكليات العملية؟

لأن جامعة الأزهر تشترط أن يكون الطالب في كلية من الكليات حافظاً للقرآن الكريم سواء كان وافداً أو غير وافد, بل يشترط في قبوله لابد أن يكون حافظا للقرآن فهل يتصور أن نقول للطالب المسيحي احفظ القرآن هذا غير معقول.

 

*كثر المطالبون بوجود دولة دينية في مصر فهل كان في الإسلام دولة دينية؟

- التعبير الحرفي للدولة الدينية ليس له وجود أو مدلول في اللغة العربية ولا في التاريخ الإسلامي، وإنما الدولة الدينية هي تلك الدولة التي نشأت في القرون الوسطى في أوروبا في العصر الكنسي، حيث كان يدعى بعض الملوك أن السلطة تولوها بأمر من الله  ويستمدون أحكامهم من الله وهى تسمية خاطئة.

* لك رأي خاص في السلفية فما هو؟

-لا أقتنع بأن تكون هناك جماعة مسلمة تسمي نفسها «السلفية» لأن التسمية مرفوضة، ومعنى السلفية هو الاقتداء بالسلف الصالح، وهو منسوب إلى السلف الذين هم الصحابة والتابعون، ونحن كلنا سلف لهم فإذا كنت أقول إن السلفية تتبع سير الصحابة ومن تبعهم فلا نستثني أحداً من المسلمين، وبالتالي فإن تكون هناك جماعة تتسمى بالسلفيين فهذا غير منطقي والسلفية ليست باللحية أو الجلباب الأبيض.

الجريدة الرسمية