رئيس التحرير
عصام كامل

مصلحة الوطن.. ودرس فرنسا!!


لم يعد مقبولًا أن تشكو الحكومة وهي تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب مثلنا، مما يحاك بالدولة من مؤامرات للنيل من استقرارنا.. فماذا ينقصها للضرب بيد من حديد لكل متجاوز أو فاسد أو خائن أو مناهض للمصالح العليا للبلاد؟


علينا أن نستقي دروس أحداث فرنسا، وكيف تعاملت حكومتها مع الموقف بإجراءات استثنائية صارمة الذي لم يجرؤ إعلام أو يمين أو يسار على انتقاده، رغم تقييد حالة الطوارئ هناك للحريات العامة والشخصية.. لكنها المصلحة الكبرى للوطن التي لا مجال معها للتهاون أو التقصير أو اليد المرتعشة أو تحسُّب ردود الفعل هنا وهناك.

ينقصنا في مصر الجدية، وبعد النظر والإفصاح في التعامل مع الفساد والانفلات بشتى صوره، خصوصًا الأمني والأخلاقي والإعلامي.. والحلول موجودة لا تحتاج لاختراع العجلة، بل لتفعيلها بشفافية على الجميع.. مطلوب إجراءات واضحة رادعة لنهب المال العام والاحتكار والغش وتسقيع الأراضي والمتاجرة بالدعم والتلاعب بأقوات الشعب بالجشع والإفساد.. فهل تعجز الحكومة عن تطبيق القانون على نفسها أولًا، ثم على الخارجين عليه كبروا أو صغروا، وعلى كل من تسول له نفسه تبديد مكتسبات الوطن وهز استقراره؟!

كيف نطالب الإعلام مثلًا بتبني خطاب مقنع في مواجهة الخارج، وهو نفسه لم يفلح أصلًا في إقناع الداخل، ولا يجيد التعامل مع الأزمات وتحركه أهداف بعيدة عن مصالح الدولة وأولويات الوطن؟.. علينا أن نبادر إلى خلق خلايا أزمة في كل موقع، تجيد محاصرة الأزمات وحلها والتجاوب مع الرأي العام بسرعة وموضوعية.. علينا أن نضع إستراتيجية ناجزة لتجديد الخطاب الفكري والثقافي والتعليمي؛ لصناعة مجتمع أكثر وعيًا وإدراكًا بالمخاطر والواجبات.

ما نحتاجه حاليًا هو العمل والإنتاج والتعمير، وصناعة القرار السليم مضمونًا وتوقيتًا، فربما يتسبب قرار خاطئ مكانًا وتوقيتًا في هدم ما كان ينبغي أن يُبنى هنا أو يأتي على حساب نجاح تحقق بالعرق والدم هناك.

ما نحتاجه اليوم أن نزحف للقضاء على التصحر.. تصحر العقول والأرض، وأن تمتد أيادينا لزراعة صحراء شاسعة يمكنها إطعام الأفواه المتزايدة وتحقيق اكتفاء ذاتي يوقف مأساة استيراد 60% من غذائنا من الخارج.
الجريدة الرسمية