رئيس التحرير
عصام كامل

وهكذا.. يكيل المجتمع الدولي بمكيالين!! (1)


الإرهاب جريمة ضد الإنسانية وهو مرفوض شكلًا وموضوعًا في أي مكان وضد أي شعب.. لكن حوادث الإرهاب التي وقعت متزامنة في فرنسا، رغم إدانتنا لها وتعاطفنا مع ضحاياها، تأتي كاشفة لازدواجية معايير بغيضة ظهرت في ردود أفعال أمريكا والغرب، إزاء حادثين متقاربين، حادث الطائرة الروسية في سيناء، وحوادث الإرهاب في فرنسا.


فبينما استبق الغرب الأحداث وصادر على نتائج تحقيقات الطائرة الروسية المنكوبة، وسارع بسحب سائحيه ووقف رحلاته لشرم الشيخ، فيما بدا كأنه عقاب اقتصادي لمصر التي لم ترتكب ذنبًا، حتى لو فرضنا جدلًا وقوع عمل إرهابي أو حتى وجود تقصير أمني في إجراءات التأمين التي لن نبرئ بريطانيا من أحد أمرين، إما التقصير مثلنا ومن ثم فلا مبرر لما فعلته خلال زيارة الرئيس السيسي لها، وإما التواطؤ فيما يحدث لأهداف مشبوهة، والدليل ما قالته عن وجود معلومات استخباراتية تفيد بأن ثمة عملًا إرهابيًا وراء الحادث.. أما حوادث الإرهاب في فرنسا فكان رد الفعل مغايرًا تمامًا؛ حيث انهال التعاطف على الفرنسيين، وتبارت دول العالم تعرض المساعدة، وتنكر بأشد العبارات ما جرى وتنعت الفاعلين بأنكر الأوصاف.

هكذا تظهر ردود الفعل تربصًا واضحًا بمصر، يعزز مخاوف البعض هنا بوجود مؤامرة متعددة الأهداف والأطراف ضدها، مؤامرة تقودها أمريكا؛ لاستنزاف مصر اقتصاديًا واللعب على أوتار شق الصف وتفتيت الجبهة الداخلية وإضعاف التأييد الشعبي الكبير للرئيس.
الجريدة الرسمية