رئيس التحرير
عصام كامل

دعوات المصالحة المريبة!!


لم يعد مقبولًا أن يخرج علينا بين الحين والآخر من يحمل دعوات مريبة للمصالحة مع الإخوان، مستهدفًا تسديد معاول الهدم في جبهتنا الداخلية.. ولا ندري على أي أساس أو أي شيء نتصالح.

هل نتصالح على إهانة الوطن وتدميره؟.. أم على اتفاقيات العار والخيانة والمقايضة الرخيصة مع الغرب؟.. أم على استعداء أمريكا للتدخل في مصر؟.. أم على التخريب والإرهاب الذي ذرعه إخوان الشر في سيناء بجحافل المتطرفين والإرهابيين.. وترسانة الأسلحة التي جرى إدخالها إليها في العام الذي حكمنا فيه الإخوان؟

أليس ترديد مثل هذه الدعاوى استهانة بالخطر، وبيعًا للوطن في سوق المزايدات، وتفريطًا في الشرف وخيانة للشعب الذي خرجت ملايينه ضد الإخوان؟

من حق شعبنا أن يغضب من سماسرة الأوطان وناشري الإحباط واليأس، عملاء الإخوان الذين يحاولون ارتداء ثوب الحكمة وادعاء جمع الشمل، دون أن ينطقوا بكلمة إدانة واحدة لما فعله الإرهابيون في بلاد الربيع العربي، التي جرها المتأسلمون إلى بحور الدم والفوضى وتدمير الهوية.

الغرب لن يهدأ له بال إلا إذا تحقق هدفه في إعادة تقسيم الشرق الأوسط وفرض الهيمنة الأمريكية على المنطقة لصالح إسرائيل، وهو ما صرح به أخيرًا أحد قادة المخابرات الأمريكية وهم يستخدمون في ذلك أدوات عديدة: الإعلام والطابور الخامس والإرهابيين، تمويلًا وإمدادًا بالمعلومات والسلاح، بمساعدة قطر وأردوغان.. وقد اتخذت الحرب مناحي متعددة اقتصاديًا بضرب السياحة وإعلاميًا بترويج الشائعات.. ورغم ذلك فلا يزال إعلامنا غارقًا إما في السفاهة والانحطاط، وإما في إشاعة الإحباط والسوداوية، وقليل منه يتبنى الأولويات الواجبة.. فأين رجال الأحزاب وأين المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية؟

ولماذا يصر الإعلام على ترك القضايا المصيرية مثل التعليم والصحة والهجرة غير الشرعية والبطالة والعشوائيات والإدمان وعزوف الشباب، وتفرغ للشعوذة والدجل والخوض في الخصوصيات والأعراض وغيرها من موضوعات تغيب الوعي وتدمر العقل، وتفرغ القضايا من مضمونها، وتكرس الانقسام والاستقطاب في غوغائية آن لها أن تتوقف حتى لا نترك الناس حائرين بين الدين والسياسة والمصالح الخاصة؟
الجريدة الرسمية