رئيس التحرير
عصام كامل

المناخ والمنفاخ


أجمع غالبية علماء مناخ الكرة الأرضيّة، على أن التغير في المناخ بسبب أنشطة الإنسان يحدث الآن، وأن وقع التغير في المناخ يأخذ أبعادا غالبة على الإنسان وأنظمته الاقتصادية، وهذا التأثير ينمو بضراوة خلال السنوات القادمة.


وقد قال العلماء إن شهر سبتمبر هذا العام ٢٠١٥، يعتبر أكثر شهور سبتمبر حرارة على الأرض، منذ بدء الحصر العلمي عام ١٨٦٠، وإن عام ٢٠١٥ أكثر الأعوام حرارة منذ بدء التسجيل، وأكد الخبراء على أن عمل الإنسان يزيد الأمر سوءا، أي يجعل التأثير مضاعفا، أو يقوي من حدة الأثر، ولنا فيما حدث من الطوفان شمالا في اليمن مثال، وكذلك أمطار الإسكندرية الغزيرة غير المسبوقة وأمطار البحيرة.. فتغير طقس مصر التي كانت محروسة إلى أشد بردا وأكثر أمطارا.

لا بد أن نأخذ احتمالات تغير المناخ بما تستحقه من جدية، ولا ننكر الأمر بالغرور والمنفاخ الذي يستعمل للنفخة الكدابة التي تجعلنا لا نعترف بالواقع ولا بالحقيقة ولا بالخطأ.. تغير المناخ بدأ وما من شك في هذا، وعلينا أن نتوقع تأثيرا سلبيا على الصرف الصحي والزراعة والصناعة والصحة العامة، رغم تأثيره الإيجابي على التصحر وخزن المياه والأتربة والمياه الجوفية وما إلى ذلك، لذا يجب علينا أن نقوم فورا بدراسة التغير المناخي والاحتباس الحراري المتوقع في جغرافية المنطقة التي نعيش عليها، فهذا أمن قومي بالغ الخطورة، وعلى المسئولين حمل هذا العبء.

وأول المشاكل هي الصرف الصحي والسطحي في حالة العواصف الممطرة، كما حدث في الإسكندرية والبحيرة، والمتوقع أن يحدث في قاهرة المعز، ويومها سيتبرأ المعز منها.. لا أشك في أن هناك خطة قومية لمراجعة البنية التحتية لمصر كلها، وعلى ذلك نستطيع أن نحكم على شبكة الصرف الصحي، وإذ لم توفِ بالمطلوب فلنفكر في إضافة شبكة للصرف السطحي، ونستفيد من هذه المياه في زراعة الحدائق العامة والتشجير، خصوصا جبل المقطم الذي يسبب كثيرًا من الأتربة، وتكلفة البنية الأساسية باهظة، لكن نستطيع القيام بها مثل مترو الأنفاق الذي هو جزء منها.

لقد جاء الوقت لمراجعة البنية التحتية على مستوى الجمهورية، وقد نضيف عليها العشوائيات، وليكن هذا مشروعا قوميا شاملا يأخذ في الاعتبار تغير المناخ والاحتباس الحراري وتخطيط المدن الجديدة، وما يلزمها، وهذا بدلا من الصرف على مشاريع غير لأزمة حاليا مثل العاصمة الجديدة.. بل علينا تعمير سيناء أولا، وحل مشكلة المياه والمفاعل الذري؛ لأننا في أشد الحاجة للطاقة اللازمة للتنمية الزراعية والصناعية والتعمير، وكان الله يحب المحسنين.
الجريدة الرسمية