رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا الآن يا كاميرون ؟!


خيوط التآمر خرجت للعلن ولم تعد ضربًا تحت الحزام، فحين يستبق أوباما ورئيس وزراء بريطانيا نتائج التحقيقات في حادث سقوط الطائرة الروسية، ويدعيان أن عملًا إرهابيًا وراء سقوطها، ويسارع الأخير بإرسال طائراته لإعادة 20 ألف سائح بريطاني لبلادهم بدعوى وجود معلومات استخباراتية تفيد سقوط الطائرة بفعل فاعل، ثم تبعته دول أوربية أخرى باستعادة مواطنيها لإحراج روسيا التي لم يجد رئيسها بوتين بدًا من فعل الشيء نفسه حتى لا يظهر في موقف أقل منهم حرصًاعلى حياة مواطنيه.. وهو ما خلق أزمة حقيقية للسياحة في مصر وما يتبعها من تداعيات اقتصادية سلبية في وقت بالغ الحرج اقتصاديًا ، الأمر الذي يدفع بتساؤلات عديدة: لماذا الآن يا كاميرون؟


ألم يكن من الأحرى بكم تأجيل هذا القرار لما بعد زيارة الرئيس لبلادكم.. أو حتى التنسيق مع الإدارة المصرية لاحتواء تداعيات مثل هذا القرار الذي يفتقد أبسط قواعد الذوق الدبلوماسي، ثم ماذا فعلت أجهزة مخابراتكم في حوادث إرهاب مماثلة في لندن ونيويورك وغيرهما؟

ولماذا تفعلون ذلك مع الطائرة الروسية ولم تفعلوا الشيء نفسه مع الطائرة المصرية التي سقطت فوق الأراضي الأمريكية قبل سنوات، وكانت تقل خيرة أبنائنا العسكريين والتي لم تظهر نتائج تحقيقاتها حتى الآن، أو حتى الطائرة الأمريكية التي سقطت منذ بضعة أيام فوق الكويت، أو الطائرة الماليزية، أم أنها الفتنة والوقيعة بين مصر وروسيا لفرملة الحل السياسي في سوريا، وإعاقة جهود مصر عن اقتلاع جذور الإرهاب من سيناء، والإصرار على دمج الإخوان في السياسة من جديد، وقد تأكد لكم رفض الشعب لأي مصالحة جملة وتفصيلًا أو عودة الإسلام السياسي للمشهد في مصر أو غيرها من دول الجوار؟
الجريدة الرسمية