رئيس التحرير
عصام كامل

ازدواجية أمريكا.. وخنق مصر اقتصاديًا؟!


أمريكا لا تزال تتخبط وتراوح مكانها في ازدواجية ممقوتة للمعايير.. فبينما يعتبر داعش وإخوانه إرهابًا في سوريا والعراق، لا تزال ترى الإخوان غير إرهابيين في مصر وليبيا، وبينما تدعي أنها راعي حقوق الإنسان والحريات في العالم، فإذا بمصداقيتها تسقط وتتحطم على صخرة تسييس هذه الورقة المكشوفة.. والمحصلة أن حادث الطائرة الروسية منذ اللحظة الأولى، بدا ذريعة لخنق مصر اقتصاديًا، ودق إسفين بينها وبين روسيا، بعدما تأكد تقاربهما في ملفات مهمة في المنطقة.


أدار الغرب وفي صدارته أمريكا وتابعتها لندن، حربًا إعلامية قذرة بلغت حد التهافت والسقوط المهني المضحك، حين ادعت "ديلي ميل" أن طائرة بريطانية نجت قبل أسبوع من السقوط بصاروخ كاد يدمرها، وهي الكذبة التي أسقطت الأقنعة، وكانت مثارًا لسخرية صفحات التواصل الاجتماعي طيلة الأيام الماضية.. فماذا يكون ما فعلته بريطانيا وربائبها إلا الابتزاز الرخيص ومحاولة مكشوفة لإعادة مصر إلى التبعية الأمريكية التي تحررت منها بفضل ثورة 30 يونيو التي أوقفت مخطط الضلال والتقسيم الذي تبناه الإخوان والأمريكان وقطر وتركيا.

مصالح الغرب هي التي تحركه.. وهذا ليس عيبًا في السياسة، لكن العيب أن تدعي بريطانيا وجود عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة الروسية، رغم أنها تتابع منذ عشرة أشهر إجراءات التأمين في شرم الشيخ، حسبما قال الرئيس السيسي، في المؤتمر الصحفي الذي جمعه وديفيد كاميرون، وقد تصبب الأخير عرقًا أمام أسئلة الصحافة المحرجة، التي لم ينجح في إقناعها بصدق ما يقول، وبدا مترددًا متهافتًا مفتئتًا على الحقائق.

ما يغفله الأمريكان وتوابعهم في بريطانيا وتركيا وقطر، أن مصر لن تخضع للابتزاز، فثمة إرادة شعبية وسياسية عصية على الخضوع وتقديم التنازلات وليّ الذراع.. وليس ما تواجهه مصر اليوم شيئًا جديدًا عليها، فما أكثر ما تعرضت للمحن وخرجت منها أقوى!!
الجريدة الرسمية