رئيس التحرير
عصام كامل

احذروا تجسس العدو


البعض يائسون والبعض لا يأملون في الغد.. هذا ما تتناوله مواقع التواصل الاجتماعي، التي يقيس بها الآخرون مستوى الروح المعنوية لدى الشعب تجاه قضايا الأمة.. ولا بد أن نعترف بأن أعداءنا يتابعون كلماتنا قبل أن نتابعها نحن الأصدقاء ويتربصون بنا.. ونحن نسلم بذلك، فهم يتابعون كل مقولة ويحللونها بدقة ويعرفون بها نقاط ضعفنا قبل قوتنا.


لو كان للعدو جواسيس ممتهنة، لما أعطوه ما أعطاه لهم موقع التواصل الاجتماعي، من صورة حية لحظة بلحظة على أرض الواقع وبأدق التفاصيل.

بل على الأكثر هناك نقاط لا يمكن الحديث عنها، يتبارى الناس في ذكرها، ويتباهى كل فرد بأنه يعرف ما لا يعرفه الآخرون من أسرار.. وهذا بالطبع لا يصب في المصلحة العليا للوطن.

مناقشات متخصصة لدرجة كبيرة لا يعرفها أكثر الناس، وهذه المناقشات ستكون بالطبع أساسا للملاحظة ذات العناية، واستنتاج المطلوب استنتاجه من المواطنين في البلد المستهدفة للأعداء.

لا بد أن نراعي من اليوم أسرار بلادنا، وأن نحافظ على ما لا يجب أن يطلع عليه أعداؤنا.. فبعد أن ننتهي من مناقشاتنا على مواقع التواصل لم نستفد شيئا إلا الجدل وضياع الوقت وخسران الأصدقاء.. أما أعداؤنا فيستفيدون من ذلك معلومات كثيرة تجعلهم دائما أصحاب اليد العليا السباقة دائما.

الوطن أمانة وما نقوله أمانة.. فلا تقدم لعدوك ما يريده منك.. ولتكن الروح المعنوية عالية ونحن فداء مصر عملا وفعلا، لا قولا فقط، فمصر لن تنهض من كبوتها إلا بسواعد أبنائها.

صامدون إلى آخر لحظة في عمرنا.. أقوياء لا نهاب إلا الله.. وليحدث ما يحدث طالما نحن يد واحدة.. نشد من أزر بعضنا البعض.. بل نخيف العدو ونعلمه درسا في الصمود والصبر، وطالما لدينا روح معنوية عالية لن تقدر علينا بلاد العالم أجمع ولو اتخذوا بعضهم البعض سندا.

مصر لن تنحني ولن تركع وفيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وستبقى رايتها خفاقة لآخر نقطة دم في أجسادنا ما دمنا نتنفس أحياء على أرضها.

أيها المواطنون، تعرفوا على ماضيكم الذي درستموه في التاريخ، وثقوا في قدراتكم، واعلموا أن مصر جبل شديد صلب له أوتاد وأنتم أوتاده.. جبل راسخ في الأرض لا ينال منه أي رياح عاتية.. وكثيرا مر عليها ظروف أقسى بكثير مما نمر به، ولكننا عبرنا بالإرادة والصبر والعزيمة..

ثقوا أن القوة ليست قوة الكلمة فقط، وإنما قوة العمل المخلص الصالح والدءوب لغد أفضل بإذن الله.
الجريدة الرسمية