رئيس التحرير
عصام كامل

سيادة اللواء.. مصر بتغرق مش كفاية عليك كده؟!


كل بدائل الدولة تبعثرت ولم يعد أمامها إلا طلب التبرع من المواطنين حتى لو بالـ SMS لدعم البنية التحتية المتهالكة في كل ربوع مصر!

سيارات كسح-رغم بدائية الطرح-لم تتحرك لإنقاذ المحافظات الغارقة ويكشف عن تواطئها الجيش الذي يتحمل وحده تبعات كل كارثة تحدث في طول البلاد وعرضها! مليارات تم صرفها لدعم البنية التحتية ومنظومة الصرف الصحي.. ومع ذلك تغرق المحافظات خاصة الساحلية منها.. مع كل نداء للمطر !


لا يوجد لدى أعتى المتخصصين صورة واضحة ومتكاملة عما يجري داخل المدن والقرى من انتكاسات بسبب فساد لا قِبل لنا به.
كل ذلك يحدث وسيادة اللواء المتجّمد خلف مكتبه في المحليات لا يُحرك ساكنا..الإسكندرية تحولت على يديه من ساحرة..عروس للبحر الأبيض المتوسط إلى عجوز.ـ واهنة.. لا تستطيع التنفس دون اتكاء على أدوات إنعاشه الباليه التي انقرضت من جميع دول العالم.

تداهمنا تحليلات تؤكد اختفاء المدينة خلال أعوام بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر والتغيرات المناخية بالإضافة لاستمرار وجوده دون حراك أكثر مما يجب !

ويطرح السؤال نفسه.. ألا يكفي عليه الفترات الماضية ليعطي الدولة "المتحرجة" من إبعاده فرصة لتأتي بمن هم على دراية حقيقية ولديهم الفهم الكافي لمتطلبات الكرسي الذي يلتحف به ويقاتل عليه وكأنه إرث ضمن قائمة مفردات معاشه؟!

نعم.. بلا مواربة الدولة تستشعر الحرج من التعرض لهذه التركة الثقيلة من التوازنات والتفاهمات الشرفية التي تأسست للأسف بعد ثورة يوليو، وتقضي بمكافأة الضباط بعد خروجهم على المعاش بالتربع على مقاعد المحليات.. حتى صارت أشبه بكهوف خربة، معزولة عن الزمن!

تخجل دولة اشتعلت فيها ثورتان في أقل من ثلاث سنوات من رد فعل هذا الإرث الحجري الذي يدير موارد البلاد عبر محليات مشهود لها بالفساد والإفساد بحسب تقارير محلية ودولية.. والمواطنون بكل فئاتهم باتوا على دراية أن رئيس الحي لا يأتي لتحقيق نتائج ملموسة.. بل لإضافة نيشان ووسام جديد ومكاسب تضاف لمسيرته المهنية والحياتية.. ( إلا من رحم ربي)!

اترك منصبك سيادة اللواء لأننا لن نجد دولة في العالم لديها مدن بأكملها تغرق وتتوقف فيها مظاهر الحياة بسبب"مياه المطر".. لا بسبب فيضان ولا بركان ولا ظواهر خارقة.. وباعتراف محافظ سابق صرفت لك الدولة "مليارات" لتجديد شبكات الصرف والبنية التحتية.. ومع ذلك لم نسمع عن أي إجراء واحد يعزز لدينا قيمة الشفافية والمحاسبة ليذهب المخطئ حيث يجب أن يكون !

اترك منصبك سيادة اللواء لأن الدولة في كل الكوارث لن تقترب منك فيكفي جدًا أن تذهب رأس محافظ تهدئة للرأي العام.. ليبقى فراعنة المحليات في أماكنهم، لا يهتز لهم جفن ولا يتحرك بداخلهم وازع من ضمير ليقدموا استقالاتهم بعدما ساءوا لمصر أمام عالم يشاهد الشاشات مندهشًا مما يفعله المطر في مصر أم الدنيا!

اترك منصبك سيادة اللواء لأنه من العيب أن تجلس وتشاهد أناسا تموت، وعمارات تتهدم، وسيارات وممتلكات تُدهس في جرف السيل، وجيشا يقاتل في الجبهة الداخلية على كل المستويات حتى بلغت القلوب الحناجر بسبب وجودك الذي لا يرادفه إلا سوء تخطيط.. وعدم فهم.. وتبلد في إدارة موارد البلاد !

اترك منصبك سيادة اللواء لأنك أصبحت جزءًا من الماضي بكل مساوئه وعليك الآن أن ترحل بعد كل هذا الفشل لتعطي الدولة فرصة لالتقاط الأنفاس وتدشين نظام جديد ينقذ مصر من شبح السقوط الذي يهددها كل لحظة تجلس فيها مكانك دون حل أو ربط.. سوى مزيد من التخبط والروتين والبلاهة !

سيادة اللواء.. رئيس الحي الذي تجلس على كرسيك وسط تلال الكوارث التي تسببت فيها ولا تُخجلك لتتقدم باستقالتك.. كل محافظات مصر خربت بسببك مش كفاية عليك كده؟!
الجريدة الرسمية