ركز في ورقتك
انتشر في الفترة الأخيرة فيديو بخصوص قصيدة للشاعر أنيس شوشان بعنوان "سلام عليكم" وينتقد فيها ما أصبحنا به اليوم من عدم تقبل اختلافات بعضنا البعض سواء السياسية أو الإنسانية أو حتى الشكلية، فجلست أفكر كثيرًا في عقلي هل هناك كتاب ينص على أن الإنسان السليم أو بمصطلح الشباب في تلك الأيام "الفلة الشمعة المنورة" ينبغي أن يتوفر فيه صفات معينة ؟؟ سواء الطول أو الوزن أو الانتماء السياسي أو الديانة أو حتى لون البشرة؟ إن الله خلق البشر ليكملوا بعضهم بعضًا ونحن أصبحنا نستثني من بعضنا البعض !! فلماذا ؟؟
إن الله أمر البشر في كل الأديان بالاتحاد وعدم الأخذ بأي اعتبار غير الإنسانية، إن الله لم يرسل أديانه لأصحاب البشرة البيضاء فقط أو أصحاب الأجسام الرفيعة فقط أو للذكور فقط بل أرسلها لكل البشر لكي يؤمنوا به ويوحدوه، فلماذا نحن الآن نسلب حقوقا وربما تكون أقل الحقوق التي يجب أن يتمتع بها أي فرد في أي مجتمع ؟؟
قبل أن أخضع للعملية الجراحية التي أجريتها في أغسطس الماضي وقبل أن أبدأ في رحلة التحدي مع ذاتي في خسارة وزني كنت قد وصلت لمرحلة كبيرة من الاكتئاب؛ ربما كنت أتظاهر بالضحك وأنني آخذ الموضوع كأنه دعابة ولكني من الداخل كنت أبكي وبحرقة، إنه لم ولن يوجد كتاب يقول إنك ينبغي أن تكون رفيعًا وطويلًا وأبيض البشرة أو تتبع ديانة أو مذهبا معينا لكي تكون مقبولًا ومحبوبًا ممن حولك فلماذا الآن أصبحنا نرى المختلف عنا أنه معيوب وعلينا ألا نقترب منه؟؟ بالرغم من أنه إنسان ومن حقه أن يتمتع بالحياة مثلنا؟
دع الخلق للخالق وركز فقط في حياتك فالحياة أشبه بالامتحان وكلنا مطالبون بتسليم أوراقنا عند الموت فلا تنشغل بورقة غيرك (حياة غيرك) وركز فقط في حياتك وتذكر دائمًا أن في اختلافنا رحمة.