رئيس التحرير
عصام كامل

الأمل في الغد


الأمل في المستقبل هو ما يعطي للإنسان الطاقة الإيجابية في الحياة، وتدب في نفسه الطاقة للعمل والإنتاج، واللا أمل هو ما يضفي السلبية والإحباط، فلا يستطيع الإنسان حتى التحرك من مكانه.


الأمل يعتمد على ما يسمعه ويراه الفرد ممن حوله؛ ليعطي له تفاؤلا في الغد، فتدب الحياة فيه ويكون لدى الفرد القدرة على المغامرة، ويحاول أن يبني للغد، وفي حالة غياب الأمل يخاف الفرد على كل ما لديه وتنتفي لديه القدرة على العمل، ويبدأ في تحويل ما لديه من أملاك إلى ما يؤمن به غده.

الحالتان مختلفتان تماما.
فإذا زرعنا في الناس الأمل قامت الدولة للعمل، حتى إن كان بها كساد، وإن زرعنا في الناس السلبية والإحباط حكمنا على الدولة بالخطر، حتى إن كانت هذه الدولة واعدة، فلا يهم ما تحققه الدولة من تقدم، ولكن المهم ما يحيط بالناس من سلبية أو إيجابية.

السفينة واحدة والمصير واحد، ولذلك فإن علينا أن نتفهم ما يحاك بالناس من ظروف لنحكم على سفينتنا للنجاح أم الفشل، ونحن في كلا الحالتين نجني الثمرة معا.

على صفحات التواصل الاجتماعي، تجد العدوى تنتشر دون تفكير، فإن كان هناك خبر سعيد كانت كل التعليقات سعيدة، وإن كان هناك خبر غير سعيد تجد الإحباط، وهناك من يتفننون في جمع كل ما يسيء ويعرضونه للآخرين بصورة فجة؛ أملا في جذب الاهتمام، ويعتقدون أنهم بجمع التعليقات على السلبيات فإنهم قد أحدثوا أثرا.

ولكن للأسف إنهم بزرعهم الإحباط يلتقط العدوى كل من يسوق إليهم حظهم قراءة ما يكتبون، ليترك لهم أسوأ الأثر ومنهم من يقررون إغلاق موقع التواصل الخاص بهم، إلا أنهم تحت الضغوط لا يقدرون؛ لأنهم مرتبطون بالآخرين ويفضلون أن يطلعوا على ما يكتب الآخرون عن البقاء في عزلة.

إننا أمام شعب يصنع الغد، فإن كان هذا الشعب واعيا لدرجة أن يقرر لنفسه غدا النجاح كتب له النجاح، وإن كان قد قرر أن يسلك مسار الفشل، كانت النتيجة التي يهدف إليها، أي أننا من نصنع لأولادنا النجاح أو الفشل وليس الآخرين.

الأمل سنزرعه، ولعل ما زرعه آباؤنا في حرب أكتوبر حين كان اليأس مسيطرا على الناس، هو أكبر الدوافع التي تحفزنا لزراعة الأمل في الغد.

حفظ الله الرئيس المجتهد وحفظ البلاد والعباد من أي سوء.
الجريدة الرسمية