رئيس التحرير
عصام كامل

رد فعل غريب لبريطانيا


أثار رد فعل بريطانيا لدعوة السائحين للعودة إلى بلادهم، استياء المجتمع العالمي قبل أن يثير استياء الشعب المصري، فلا يمكن أن تقوم دولة بدعوة مواطنيها لمغادرة أي دولة أخرى إلا إذا كان هناك ما يمثل تهديدا واضحا لوجودهم.


موقف يثير التفكير والاستغراب في آن واحد، لماذا تفعلون ذلك وتوجهون اتهامات قبل أن تتضح النتائج، وتنصحون دولا أخرى بحصار وحرب غير معلنة ونعرف مَن وراءها جليا.

مصر باقية، فمصر التي صمدت أمام كل عدوان، قادرة على أن تصمد أمام من يريدون بها سوءا، إلا أن نصر الله قريب.

يحتفظون بالأخبار ويطلقون الأحكام بدون علم المتهم، ويقولون إنها معلومات استخباراتية، وهذه المعلومات ليس لنا الحق في الاطلاع عليها، وطالما كان هناك ما تنادون به وتتظاهرون به أمام العالم من العدل، فإن عليكم أمانة أن يعرف من يوجه إليه الاتهام ما هي الحقيقة.

إننا أمام تهديد قهري تقوم فيه دولة بالاستقواء على أخرى بدون وجه حق، بل تصيب اقتصادها بدعوى الأمن والنيل من سمعتها على المستوى الدولي.

عندما تلاشت من قبل الطائرة المصرية أمام السواحل الأمريكية ولم نعرف حتى الآن ما هو السبب، يبدو أن هناك سببا، ولكن لن نعلمه وتم دفن السر وإلى الآن، ولكننا الآن نريد أن نعرف السبب.

وقتها لم تتم دعوة رعايا الدول للخروج من أمريكا ولا ترك أمتعتهم ولا منع السفر إليها، فحوادث الطائرات مقدرة، والإرهاب يضرب القاصي والداني دون تفرقة، إلا أن إثارة الرأي العام العالمي ضد مصر لم يتوقعه أحد ممن كانوا يتشدقون بضرورة احترام قيم الحق والعدل في بريطانيا.

آثار هذا القرار كبيرة في نفوسنا كشعب، فنحن لن ننسى كل من وقف بجانب مصر، كما لن ننسى كل من سولت له نفسه النهش فيها وستعود الأيام دول.. ولا يدري أحد لعل موجه الاتهام اليوم يصبح يوما ما.. متهما!
الجريدة الرسمية