رئيس التحرير
عصام كامل

إعلام النكد! (2)


ثمة أزمة عميقة تواجه الإعلام المصري بجناحيه، الإعلام والتليفزيون القومي والخاص، ومعهما الهيئة العامة للاستعلامات، وهي أزمة فاقت في الواقع قدرة الجميع على الحل، وتوفير مقومات النجاح أو الحد الأدنى من خلق اصطفاف وطني وتوافق شعبي خلف الدولة والرئيس والحكومة، في حرب الإرهاب والفساد والترهل والتواكل والكسل.. الأمر الذي يضع على كاهل الجميع حكومة وجماعة إعلامية وصحفية، مسئولية النهوض بمنظومة الإعلام، ويفرض ضرورة الإسراع بتشكيل الهيئات المسئولة عن تنظيم العمل الإعلامي (المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام)، ووضع الضوابط والمعايير المهنية السليمة لضبط الأداء الإعلامي.


لا ينكر أحد أن هناك نزيفًا إعلاميًا وخسائر تؤثر سلبًا بل تعوق الحضور المصري البراق في المشهد العالمي، وتعوق بذات الدرجة حشد الشعب المصري خلف الدولة، في مرحلة لا يزال الخطر يتهددها من كل جانب..

الآن علينا أن نبدأ في وضع الحلول، فالعلة معروفة والدراسات الإصلاحية موجودة، والخبرات المطلوبة أيضًا متوفرة لبدء عملية إصلاح شاملة للإعلام المصري فورًا.. ولا يبقى إلا أن نملك زمام المبادرة.. ولعل نقص التمويل الذي ألقى بظلال كئيبة على سوق الإعلام، فأدى إلى غلق صحف وفضائيات الإعلام الخاص، يوفر فرصة أمام الحكومة ربما تكون أخيرة؛ لإنقاذ ما تبقى من مقومات وجود ونجاح في الإعلام القومي؛ لإحيائه وضخ دماء جديدة في عروقه وإنقاذه من عثراته التي تهوي به في قاع المنافسة، وربما القدرة على الاستمرار قبل أن يصبح الممكن مستحيلًا!
الجريدة الرسمية