رئيس التحرير
عصام كامل

أنقذوا الإعلام.. وإلا!!


لا أحد ينكر أن إعلامنا أسهم بدور إيجابي في نجاح ثورتي يناير ويونيو.. لكنه للأسف لم يبرح بعد هذه الدائرة.. دائرة الهدم والثورة إلى البناء والتقدم والتنمية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوعية الشباب بأهمية المشاركة السياسية والانخراط في العمل والإنتاج.


وإذا كان الدستور قد أوجب سن تشريعات تضمن حرية تداول المعلومات كخطوة تأسيسية واجبة على طريق الحرية، وتمنع المصادرة وإغلاق الصحف والفضائيات والحبس في قضايا النشر، وتحقق حرية الرأي والتعبير والإبداع.. فإننا نأمل في المقابل، سرعة وضع كود أخلاقي للصحافة يضبط أداءها ويضمن المحاسبة والشفافية، ووضع كود مماثل يضبط فوضى الشاشات، ويحد من سطوة رأس المال الذي يهيمن على ساحة الإعلام، فأفسد وأشعل الفتن ونشر الكراهية، وحرض على الفوضى وروج الأكاذيب والشائعات، واشترى الذمم الخربة وكرس لحالة انقسام واستقطاب حاد.

وإذا لم تتحد الجماعة الصحفية والإعلامية؛ لوضع ميثاق شرف إعلامي فعال يعطيها القدرة على التقييم الذاتي والمراجعة والمحاسبة والتخلص من البقع السوداء في الثوب الإعلامي، والآفات والشوائب التي تقدح في مصداقيته ويضعها أمام مسئولياتها تجاه الوطن والجمهور، كقوة ضاربة في معركة التنمية والإرهاب.. فلا تنتظروا إلا مزيدًا من النزيف وإهدار الفرصة العظيمة في الإصلاح والتقدم نحو المستقبل.
الجريدة الرسمية