رئيس التحرير
عصام كامل

مصر والأمل


لا شك أن هناك أشخاصا إيجابية وأخرى سلبية، وأن هناك أشخاصا قادرة على العمل والإنتاجية وإحراز التقدم وهناك من يريدون أن يدوروا في حلقات دائرية، لا يريدون أن يخرجوا منها، ولا يريدون إحراز أي تقدم، إلا أن بقاء الحال من المحال، فمع مرور الزمن يتقادمون مثل أجهزة الحاسب الآلي التي عفا عليها الزمان.


الإيجابيون لا يقبلون السلبيين؛ لأنهم يسببون تعطلا للقافلة، وهم ليس لديهم حافز لشيء، والإيجابيون لديهم الحافز للتغيير واستغلال حياتهم في التقدم كل يوم، وألا يغيرون أماكن عملهم؛ رغبة في التقدم إن لم يُتح لهم عملهم أي تقدم.

السلبيون لا يقبلون الإيجابيين؛ لأنهم يعتبرونهم غير راضين عن الواقع الذي يعيشون فيه، وأنهم متسرعون ويفرضون عليهم واقعا للتغيير مرفوض أصلا، وأن ذلك يخلق نزاعات مختلفة أساس أكثر المشكلات في المجتمع الوظيفي.

الإيجابيون لديهم رؤية وهدف يصلون إليه، يخطون كل يوم خطوة تجاهه، والسلبيون يرون أن بقاء الوضع على حاله هو أقصى آمالهم.. الإيجابيون لديهم إصرار على البلوغ للهدف، مهما كانت التحديات، وإن حدثت أي عقبة كان لديهم البدائل.. أما السلبيون ليس لديهم بدائل، إلا أن الصدمات كفيلة بتغيير سلوكهم غالبا إلى الأفضل، فالصدمة هي التي تظهر الحقائق التي كانوا مغيبين عنها، إلى اتخاذ القرار والمغامرة والتغيير، وإن لم تحدث الصدمات لا يحدث بالطبع التغيير.

إننا أمام نموذجين متضادين، والمنطقي أن الحياة لكي تدور علينا بالنظر الإيجابي لكل شيء محيط بيننا، وأن نبعد عن الذين يسيئون إلى الحياة بكلماتهم السلبية الناقمة والناقدة لكل شيء، فهؤلاء راضون بحياتهم، وعلينا أن نرى مستقبلنا ولا نلتفت إلى أي شيء ينال من عزيمتنا تجاه الهدف.

مهما كانت التحديات، فلا شيء قادر على تغيير عزيمة شعب نحو التنمية.. لا شيء قادر على قهر الإرادة، والتاريخ يشهد لمصر أنها إذا أرادت فعلت.
الجريدة الرسمية