رئيس التحرير
عصام كامل

تعازي المصريين للشعب الروسي


جاء نبأ سقوط الطائرة الروسية على سيناء بالصدمة على جميع أفراد الشعب المصري، الذي شارك أهلهم الحزن على فقد ذويهم في هذا الحادث المروع، الذي شارك الحزن كل بيت في مصر بدون أي استثناء.


رحم الله الضحايا، ولعل ما أدهشني في هذا الحادث هو كثرة الذين تنبأوا بالأسباب على صفحات التواصل الاجتماعي، فور وقوع الحادث دون دراية ودون علم، ولمن يتابعون صفحاتنا من الأجانب تترك فيهم تأثيرا غير حميد، فالأمور التي تحدث في أي مكان لا يمكن التنبؤ بها إلا بعد ظهور نتائج التحقيقات، وعندها فقط يتم تحليل الأسباب.

أما ما لفت نظري هو كثرة الكلام عن صواريخ، وعن أعطال وعن داعش، وعن تحليل لشركات الطيران الروسية وكأننا من الخبراء، إلا أن ما نسمعه هو ما نردده دون تعمق في شيء محدد، وهذا ما يتكرر أيضا عن وجهات النظر التي تناولت موضوعات عدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حتى تحولت كلمة خبير إلى شيء غير محمود، من كثرة ما تناول الناس هذا المسمى لمن هم غير مؤهلين للحديث من الأساس.

ولعل أيضا مسمى الخبير الإستراتيجي نال من هذا المسمى الكثير؛ حتى أصبح الخبراء الحقيقيون لا يرغبون في ذكرهم على البرامج التليفزيونية بهذا المسمى؛ لما نال هذا المسمى من الإساءات والسخرية.

إن الحديث من غير علم أو خبرة شيء غير مقبول، وإن من المقبول أن نتعلم ونعرف، فالمعرفة والتعلم متاح ولا يوجد به أي احتكار، فمن يبحث يجد وبعدما يتعلم له أن يتكلم، لا أن نعطي للآخرين معلومات يثقون بها على قدر ثقتهم فينا، وفي النهاية نجد أننا على رمال متحركة لا نجد فيها أي مصداقية.

أتوقع أن يقوم البعض بعرض بعض التنبؤات؛ أملا في جذب الاهتمام، إنهم يعرفون أكثر أو إنهم لهم اتصالات أو إنهم لهم مصادر تختلف عن مصادر الآخرين بما يعطي لهم شيئا من الاختلاف وشيئا من الأهمية، بيد أن المهمين أساسا لا يدلون بأي أخبار؛ لأنهم لا يريدون من أحد اهتماما.

فلنعلم أولادنا قبل أن نعلم أنفسنا، أن ننتظر فلعل الانتظار يكن أكثر حكمة من التحدث إلى الآخرين بدون علم أو معرفة.
الجريدة الرسمية