رئيس التحرير
عصام كامل

خليها على الله!!


يتعجب المرء حين يجد أن ديننا الحنيف يدعو للأخذ بأسباب القوة وأسباب النجاح، ثم التوكل على الله مسبب الأسباب، بينما تذهب ثقافتنا في اتجاه معاكس تمامًا؛ حيث تشيع على ألسنة العامة والنخبة أيضًا، الحكومة والشعب عبارة "خليها على الله".. وننسى تمامًا قول ربنا عز وجل "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، وقول رسولنا الكريم "اعقلها وتوكل".. وقوله "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه".

هذا هو جوهر الخطاب الديني، بينما سلوكنا وتصرفاتنا شيء آخر، فيه من السلبية والتوكل والخرافة ومخاصمة العمل والعلم، أكثر مما فيها من الجدية وبذل الجهد والعرق والإنتاج الحقيقي.

الفهم المغلوط لجوهر الدين والانخراط في تدين شكلي يغض الطرف عن الأخذ بأسباب الحضارة والعمران والرقي، هو آفة أمتنا وشعوبنا وحكومتنا على السواء.. وليس ما حدث في الإسكندرية من كارثة السيول التي أودت بحياة أبرياء، وأصابت الحياة بشلل تام، إلا درب من ثقافة التواكل وسياسة رد الفعل العقيمة التي توارثتها حكوماتنا منذ عقود.

كشفت الأزمة عن غياب إدارة للأزمات، فرغم أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل، كان في الإسكندرية قبل أسبوع من غرق المحافظة الساحلية في سيول الأمطار، إلا أن ذلك لم يمنع وقوع تلك الكارثة.
الجريدة الرسمية