رئيس التحرير
عصام كامل

انتهى الدرس يا ريهام!


موتي يا ريهام.. بكلمتين انهمرت التعليقات كالسيل الجارف، وكأنها طلقات غاضبة استهدفت الخلاص من شخصية دأبت على تعبئة "بنادق الخيال" وشحن النفوس وإثارة الجدل، إما بعلم لرغبة في التربع على عرش السوشيال ميديا وحجز مكان دائم على قمة المشاهدات، وبالتالي ضمان الاستمرار لسنوات أخرى على الشاشة.. أو بحكم تكوين شخصي تعرف هيّ أسراره جيدًا!


الهاشتاج الذي أطلقه المدون والناشط وائل عباس؛ ردًا على سقطة مهنية وإنسانية لا تغتفر، انتشر بسرعة البرق، وغزا الفضاء الإلكتروني، ودمر كل الأساسات التي بنتها ريهام في سنواتٍ ماضية، وباتت الإعلامية الشهيرة بين يومٍ وليلة مهددة بالانزواء عن الشاشة للأبد، وربما المساءلة القانونية التي قد تذهب بها لمكان قريب من صديقتها.. ياسمين النرش!

والعاصفة التي ضربت قلاع ريهام سعيد، وقصفت عرشها في ساعات أثبتت أن الإعلامي سنده الوحيد هو "احترام الناس".. بغيره لن تنفعه حماية "الجهة الأمنية"، ولن ينفعه "التهييص" لمُلاك الوسائل الإعلامية.. الجمهور وحده من يقدر على رفعه للسماء، ووحده من يمتلك شفرة خسفه لأسفل سافلين.

منذ سنوات وريهام تحترف هدم الصورة الملائكية التي بدأت بها، خاصة مع تبنيها قضايا إنسانية.. لتنقش صورة جديدة تتماشى مع موضة الولاءات الإعلامية.. ومع نهاية العام الماضي، كانت قد احترفت فنون مخاطبة "العالم السفلي"، فتارة تعزم العفاريت على سهرة درامية مثيرة.. وتارة أخرى تحمل سيفها لمحاربة المُلحدين في الأرض، وكأنها الأسطورة - زينة سعيد - وليست ريهام سعيد!

ويبدو أن مصر بكل ما فيها لم تتسع لأفكار ريهام.. فقررت أن تذهب لسوريا وتعود لنا من هُناك بحملات سب ولعن لها وللمصريين بجانبها.. بسبب "المّن" الفاضح على الشعب السوري الجريح.. وحتى "المغرب" لم تسلم من نزواتها الإعلامية.. فكادت تُحدث فتنة بين الشعبين المصري والمغربي.. وذلك بحسب ما ذكرته بعض وسائل الإعلام المغربية، حول الأسباب الحقيقية لزيارتها هناك، التي هدفت لتصوير أماكن البغاء وأعمال السحر.. وكأنها أدمنت إثارة الجدل أينما كانت وفي كل مكان تذهب إليه!

حملات المقاطعة لريهام وبرنامجها، والشركات الإعلامية الداعمة لها، التي انفضت عنها سريعا وتبرأت مما تقدمه من محتوى، والغضب الهادر المتصاعد، رسالة تحذير أخيرة للوسط الإعلامي قبل الغرق في فيضان السخط العام، الذي يندفع بدون مقدمات ودون سابق إنذار، ليقضي بلا رحمة على المجد المصطنع والشهرة الحرام.. فالناس يقبلون الضحك عليهم في سبيل التسلية بعض الوقت.. ولكنهم لا يقبلون أبدًا أن تستمر المسرحية للأبد!
الجريدة الرسمية