رئيس التحرير
عصام كامل

الدعوى الخائبة!


لا أدري لماذا نسى الداعون للمقاطعة أن تحريضهم الناخب والقوى السياسية على المقاطعة ليس سوى دعوة خائبة للتنازل عن حقوقهم السياسية في اختيار صناع القرار الذين يمثلون الشعب في تقرير مصيره.. وهو ما يعني تعطيل القانون وإزهاق روح الديمقراطية وسفك دم الحرية التي نسعى جميعًا لتحقيقها، ناهيك عما تشيعه دعوتهم البائسة من إحباط وتثبيط للعزائم، وصرف الناس عن التمسك بحقوقهم وأداء واجبهم في حماية دولة المؤسسات والقانون، وهو ما يئول في النهاية إلى الفوضى.


ولا أعفي الحكومة والإعلام والمجتمع المدني من تلك المسئولية، فالكل لم يبذل جهدًا كافيًا للتأثير في الناس والتواصل الصادق معهم وتخفيف الأعباء المتزايدة عليهم وطمأنتهم على مستقبلهم، وتوعيتهم بما يترتب على المقاطعة والعزوف والتكاسل عن الإدلاء بأصواتهم، رغم مناشدة الرئيس السيسي للناس بالنزول وحسن الاختيار وإصراره على إجراء الانتخابات بشفافية وحرية، وتنافس شريف بين جميع الأطراف المشاركة فيها.. لكن دعوة الرئيس وجهوده وحرصه على إتمام الاستحقاق الثالث لخريطة الطريق، لم تقابله رغبة مماثلة لا من الحكومة ولا الإعلام ولا المرشحين أنفسهم.

ولم يكن تعهد الرئيس بنزاهة الانتخابات مجرد وعد رئاسي؛ لتهدئة الخواطر أو طمأنة النفوس ولا لدحض دعاوى التشكيك والريبة التي يثيرها البعض مع كل انتخابات، بل يأتي التزامًا قطعه الرئيس على نفسه وألزم به الحكومة والجهات المعنية بالعملية الانتخابية، بالإعداد الكفء لها وتوفير شتى مقومات نجاحها؛ التزامًا ببنود الدستور والقانون، لكن هناك من نكص بغير رادع عن الالتزام بتلك المبادئ، وأصر على المتاجرة بالدين واستخدام المال السياسي في شراء الأصوات، وممارسة الدعاية أمام اللجان وإحداث الشغب في بعضها، وإن كان ذلك كله لم يؤثر على نزاهة العملية الانتخابية برمتها.
الجريدة الرسمية