الضبعة والهبرة
في عام ١٩٨١ تم اختيار موقع الضبعة لإنشاء أول محطة كهرباء مصرية بالوقود الذرى، وحسب المعلومات القليلة المتاحة فإن المحطة تتكون من أربعة مفاعلات ينتج كل منها ١٦٠٠ ميجاوات كهرباء، أي نحو ستة آلاف وخمسمائة ميجا وات، يعنى نحو ربع إنتاج الطاقة الكلية لمصر، وهذا إنتاج ضخم يكفى إنارة نحو سبعة ملايين مسكّن يخدم نحو ثلاثين مليون مواطن، وطبعا يستحق المشروع الاهتمام اللازم، وقد يقل عدد المستفيدين حسب توجيه بعض هذه الطاقة إلى الصناعة للصالح العام ودعم اقتصاد الدولة.
الضبعة تقع في موقع جغرافى فريد سياحى واستثمارى يسيل له لعاب المستثمرين، وخصوصا إن كانوا من الفاسدين الذين يتقاسمون الفساد مع بعض موظفى الدولة المفسدين "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" ولم يتخذ قرار سياسي حتى الآن بتنفيذ هذا المشروع، ويتأرجح الأمر بين هذا وذاك، مع أنه مشروع حيوى ويمس أمن مصر الداخلي وحياة المصريين مباشرة، وفى أهميته يضاهى أمن مصر المائى خصوصا مع المحطة النووية المقترحة في مكان آخر.
اقرأ عن محاولة البعض نقل الموقع لأسباب استثمارية، وآخر للمخاوف التي قد تسببها الإشعاعات الذرية في حالة وجود مشاكل، وكذلك عدم قدرتنا على التعامل مع مثل هذه التكنولوجيا..هذا هراء وتخلف وتطبيق سياسة تجفيف المنابع التي جعلت وزيرا لا يعرف الفرق بين حروف لغة الضاد.. يجب أن ننظر إلى مثل هذه المشاريع الحيوية بجدية عالية، ونبدأ في تجهيز كوادر شباب وتدريبهم على التكنولوجيا النووية والنانو ، حتى نستطيع أن نستعد للمستقبل، ولماذا لا نكلف جامعة زويل مثلا بتدريب الكوادر اللازمة لاحتياجات مصر في هذه المجالات.
لا خوف من المشاكل المُحتملة واحتياطات السلامة.. مصر لا تعرف احتياطات الصحة والسلامة التي أصبحت ضرورة قصوى في بلاد الغرب والشرق، ولتكن فرصة لنشر وتطبيق هذه الإجراءات، وننتقل إلى ثقافة الأحرار وتكون مصر فعلا محروسة بأبنائها.
اعتبر بعض المفسدين أيام العميل الذليل أن أرض الضبعة هبرة حلوة، لأنهم بمساعدة الفاسدين من المسئولين يشترًون الأرض بارخص ثمن ويبيعونها بأغلى سعر.. طبعا هؤلاء ليسوا رجال أعمال بل رجال هبر وتهليب واستعمال أموال آخرين وبنوك ورشاوى وغيرها من أمور الفساد، ومازال كثير منهم في الساحة، بل عادوا أقبح مما كانوا عليه ، لأنهم يشترون الإعلام والأحزاب الورقية ومثلهم كالذي قال "زقوا المحطة شوية لتحت" وهذا عين الجهل والاستهتار بالصالح العام ومصلحة مصر، ومعروف أنه خادم أمريكا الأول في بلدنا الآن، ومنذ عقود ومقاول تحت الطلب للأسياد.
والمفاعل الذري عبارة عن منشأ خرسانى عتيد تجرى بداخله عملية التخصيب لليورانيوم، وينتج عنها طاقة حرارية هائلة لكن تحت السيطرة العلمية والهندسية تحول لتسخين المياه التي تحول إلى بخار يوجه إلى تدوير التوربينات التي تدور وتتحول الطاقة الحرارية إلى طاقة حركيّة إلى طاقة كهربائية ينعم بها الإنسان.
واليورانيوم المستعمل ما يسمى يورانيوم ٢٣٨ وهو معدن ثقيل جدا، لأن ذرته يدور حولها ٢٣٨ إلكترون مقارنة بالهيدروجين الذي تدور حول ذرته الكترونين فقط، وبالمناسبة يمثل الهيدروجين سبعة وتسعين في المائة من الكون الذي نعرفه.. واليورانيوم هو الوقود اللازم لعمل المحطة الكهربائية، يعنى بدلا من البترول أو الفحم ولا يحتاج الأمر إلى التزويد لأن الوقود الذرى يوضع مرة واحدة فقط وتستمر عملية التخصيب وقد يكفى كيلوجرام واحد لإسعاد مائة مليون إنسان وسبحان الله..