رئيس التحرير
عصام كامل

تعيين الوزراء


لا شك أن من يعمل لا يستطيع أن يتكلم ومن يتكلم لا يستطيع أن يعمل، وهذه الحقيقة هي التي يواجهها السادة الوزراء.

العمل هو الذي ينجز الأمور ويحقق النتائج المرجوة، والكلام بالتأكيد مطلوب لتعريف الرأي العام والاتصال بالجمهور، ولن يستطيع أحد مهما كان، أن يقوم بالعمل مع الكلام، وهذا سر إخفاق الكثير من المسئولين في وظائفهم حتى مع وجود الكفاءة الواضحة.


هناك مشكلة حقيقية في الهياكل الإدارية، وهي أن من يعمل لا يجيد أن يتحدث مع أهمية هذا الحديث للتواصل مع الهيكل الإداري المحيط من جهة، والجمهور من جهة أخرى، وعليه لا بد أن نراعي ذلك عند تعيين المسئولين.

الحل:
أن يعين إلى جانب كل وزير متحدثا باسمه، يتولى موضوع الاتصالات، وهناك من سيقترح تولي السكرتارية هذه المهمة.. وقد يقول آخرون بأن يتم تعيين نائب أو مستشار له، إلا أنني لا أريد أن تكون السكرتارية تتولى الاتصالات التي يقوم بها المسئول مع الإعلام والرأي العام والهيكل الإداري للدولة، وإنما ما أريد هو أن يتولى فرد آخر متحدث باسمه يجيد التواصل ويكمل شخصية المسئول ويترك له العمل فقط.

فالمسئول عندما يتولى مهام وظيفته تكن أولى مهامه التي تهدر جهده وعمله، هو اتصالاته التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، التي تفسد له عمله إما بسوء الظن بينه وبين الإدارات التي تتعامل معه أو برفض الرأي العام له، وفي الحالتين هو نقص التواصل الذي يفسد عليه الوظيفة، وليس له ذنب في هذا؛ لأنه يعمل ولا يعرف غير العمل ولا يجيد الكلام.

هذا ما أريد أن ألفت نظر المسئولين إليه، في محاولة لاستكمال شخصيات ناجحة في عملها وتتقنه، ولكنها لا تقدر على التواصل وتترك في كثير من الأحيان الاتصالات للسكرتارية، إلا أنه في النهاية الخاسر الوحيد هو المسئول وقد يكون من أكفأ الناس ويستحق هذه الوظيفة، ولكن قدرته على العمل في صمت هي كل ما يتمتع به من مهارات.

ولأن القدرة على العمل هي الأساس لكل نجاح، فإذا كان الفرد قادرا على الإنتاج والعمل وفي درجة المسئولية ما المانع من وجود من يستكمل له شخصيته، ولنستفيد منه أكبر قدر ممكن من الإنتاجية التي هي في النهاية أساس كل نجاح.

وهذا أيضا لكل من يتكلم جيدا ويصل إلى الناس بكاريزما مميزة، لا بد أن نبحث له عمن يكمل له شخصيته بالتحدث مع الآخرين وشرح ما تم من إنجاز.

هذا من وجهة نظري سيكون له عظيم الأثر في إتمام الأعمال، وبعيدا عن ظلم من يعملون في صمت.
الجريدة الرسمية