مقتدى الصدر.. رجل الدين الشيعي صانع الأزمات «بروفايل»
انتقد زعيم التيار الصدري ورجل الدين الشيعي في العراق، مقتدى الصدر، قرار السلطات المصرية إغلاق ضريح الحسين منذ الخميس الماضي في ذكرى عاشوراء، مشبها قرارها بغلق بيت المقدس أمام المسلمين.
وزعم "الصدر"، على موقعه الإلكتروني، أن "مسارعة السلطات المصرية إلى إغلاق الضريح أمام محبيه سيكون بداية نهاية النظام، كما حدث أيضا في العراق خلال عهد صدام حسين"، مدعيًا أن هذا القرار بمثابة بوابة يعود منها الإرهاب إلى مصر.
ولـ "الصدر"، الابن الرابع للزعيم الشيعي محمد محمد صادق الصدر، تاريخ مع الإرهاب؛ إذ وضع اسمه على رأس المطلوبين لإدارة الاحتلال الأمريكي في العراق.
وفي عام 2004، أصدر الحاكم الذي عينه الاحتلال الأمريكي رئيسا للإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمار العراق "بول بريمر"، قرارا بإغلاق صحيفة الحوزة التي يمتلكها "الصدر" لمدة 60 يومًا؛ لرفضه قوات الاحتلال، ما أدى لتصاعد الأحداث الدامية بين أنصار الصدر وقوات الجيش الأمريكي.
وواصل "الصدر" هجومه على الولايات المتحدة حتى أبريل الماضي، عندما هدد باستهداف مصالح واشنطن في العراق في حال أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار وصفه بأنه يقسم العراق.
وقال "الصدر"، في بيان نشر على موقعه الرسمي: "في حال استصدار قرار من مجلس النواب الأمريكي، فإننا ملزمون برفع التجميد عن الجناح العسكري المتخصص بالجانب الأمريكي، ليبدأ عمله بضرب المصالح الأمريكية في العراق بل وخارجه".
وأشعل جيش المهدي، التابع لمقتدى الصدر، اشتباكات دموية مع قوات الأمن العراقية وفيلق بدر، وكان آخر هذه الاشتباكات في كربلاء، أغسطس 2007، عندما قُتل ما لا يقل عن 52 شخصا.
ونفى "الصدر" ضلوع جيشه في هذه الأحداث، إلا أنه أصدر قرارًا عقبها بتجميد أنشطة جيش المهدي كافة اعتبارًا من 29 أغسطس 2007، لإعادة تنظيمه.
ولا يثبت "الصدر" على رأي، فلا يعجبه صراحة الحكومة المصرية بإغلاق ضريح "الحسين"؛ منعًا للأباطيل الشيعية، ولا يعجبه إعراب الولايات المتحدة عن تقديرها واحترامها للطائفة الشيعية، بتهديده بالرد على زيارة جديدة للسفير الأمريكي إلى النجف وإلى ضريح الإمام علي الموجود فيها، مارس الماضي.
كما دعا سكان النجف لإعلان الحداد، وتوقيع مليونية رافضة للزيارة، التي استغرب عدم صدور رد من "الجهاديين" عليها، واصفا السفير بأنه "شخصية إرهابية"، وأن زيارته كانت تهدف لإظهار التقارب مع الشيعة.
ويُتهم مقتدى الصدر بضلوع أتباعه باغتيال عالم الدين الشيعي ورئيس مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن "عبد المجيد الخوئي" يوم 10 أبريل عام 2003، داخل مرقد الإمام علي في النجف، وصدر بعدها أمر من أحد القضاة باعتقال الصدر لكنه لم ينفذ حتى الآن، وأنكر الصدر هذا الأمر مؤكدًا أن من اغتال الخوئي هم جماعات إرهابية.