رئيس التحرير
عصام كامل

ارفضوا سلاح العاجزين!


حضور الناخبين بكثافة للإدلاء بأصواتهم أقوى ضمانات النزاهة وفضح التزوير ومنع تغييب إرادة الناخبين، ورغم أننا حريصون على زيادة نسب المشاركة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية وتوسيع دائرتها حتى تقترب أو تزيد على النسب العالمية، التي تتراوح بين 30 و50%.. لكن ذلك لا ينبغي أن يشغلنا عن دراسة الأسباب الحقيقية لتدني نسب المشاركة الحالية في الانتخابات وطرح أسئلة محورية: لماذا كثرت الأحزاب السياسية وقل المنتسبون إليها حتى أنهم لا يزيدون على 1% من جملة السكان؟.. أين الشباب في الأحزاب؟.. لماذا يخاصمونها ولماذا لم تحتويهم تلك الأحزاب رغم أنهم يمثلون 60% من تعداد السكان؟.. وهم قاطرة المستقبل ورهانه ووقود التغيير.. لماذا غابت الحكومة والأحزاب عن عالمهم الافتراضي الذي يستهويهم ومن يملكه فكأنما ملك مفاتيح المستقبل؟!


الديمقراطية نضال طويل يتطلب طول النفس.. والمقاطعة أعدى أعدائها ورغم أنها - أي الديمقراطية - ليست غاية في ذاتها، لكن تحقيقها يضمن حراكًا مجتمعيا وسياسيا وممارسة أفضل للحقوق والواجبات، ولا يتأتى ذلك بالمقاطعة أبدًا وما وجدت الأحزاب والقوى السياسية إلا للتنافس، وفق مبادئها لتحقيق صالح الأوطان.

وإذا كنا نرفض التزوير وشراء الأصوات بالمال، وتضليل الناخبين بشعارات تخلط الدين بالسياسة، فإننا نرفض دعوات المقاطعة، فهي سلاح العاجزين، والأولى السعي بقوة نحو انتزاع الحق في اختيار أعضاء صالحين للبرلمان، ويبقة على الجميع دراسة أسباب تراجع نسب المشاركة السياسية لمعالجة أسبابه واستعادة الروح العالية للشعب الذي ظهر عليها في أعقاب المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ وافتتاح قناة السويس الجديدة.. حتى لا نعود إلى ما كنا عليه قبل ثورة يناير.. فهذا ما لا يرضي أحدًا.
الجريدة الرسمية