وكالة إيرانية تنشر خطبة تزعم أن «الحسين» ألقاها قبل استشهاده
تعددت الروايات فيما قاله الحسين بن علي في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه، وزعمت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن شبكة المعارف الإسلامية حول دعائه وخطبته.
وقال تقرير الوكالة: "نورد لكم دعاء وخطبتي الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء إقامة للحجة ودعوة بالموعظة الحسنة، كما جاء في الروايات.. لمّا نظر الإمام الحسين عليه السلام إلى جمع بني أمية كأنّه السيل، رفع يدَيه بالدعاء وقال: (اللهمّ، أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همٍّ يضعف فيه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبةً منّي إليك عمَّن سواك فكشفته وفرّجته، فأنت ولي كلّ نعمة ومنتهى كلّ رغبة)".
الخطبة الأولى:
ونقل التقرير أن الحسين قال في الخطبة الأولى التي ألقاها بعاشوراء: "أيّها النّاس اسمعوا قَولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حقّ لكم عليَّ، وحتّى أعتذر إليكم من مَقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النّصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم عليَّ سبيل، وإنْ لَم تقبلوا مِنّي العذر ولَم تعطوا النّصف من أنفسكم، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة، ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون، إنّ ولييّ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين".
وتابع قائلا: "أيّها النّاس أنسبوني مَن أنا ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟، ألستُ ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأول المؤمنين بالله والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه؟، أوَ ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي؟، أوَ ليس جعفر الطيّار عمّي؟، أوَ لَم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة؟، فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ".
وأضاف: "والله ما تعمدتُ الكذب منذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله ويضرّ به من اختلقه، وإنْ كذّبتموني فإنّ فيكم مَن إنْ سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟".
وذكر التقرير أن الحسين قال: "إنْ كنتم في شكّ من هذا القول، أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم، فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟!، أو مال لكم استهلكته؟!، أو بقصاص جراحة؟!، يا شبث بن ربعي، ويا حَجّار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث ألم تكتبوا إليَّ أنْ أقدم قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة؟، سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم".
وأضاف التقرير: "ثمّ قال: أيّها النّاس، إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض، فقال له قَيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمّك؟ فإنّهم لَن يروك إلاّ ما تُحبّ ولَن يصل إليك منهم مكروه.. فقال الحسين عليه السّلام: أنت أخو أخيكّ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل؟، لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد، عباد الله إنّي عذتُ بربّي وربّكم أنْ ترجمون، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبِّر لا يؤمن بيوم الحساب".
الخطبة الثانية:
أما في الخطبة الثانية، فلفت التقرير إلى أن الحسين "وبعد أن خطب الإمام الحسين عليه السلام خطبته الأولى، بجيش عمر بن سعد يوم العاشر من المحرّم، خطب عليهم ثانية لإلقاء الحجّة، بعدما أخذ مصحفًا ونشره على رأسه، ووقف بإزاء القوم وقال: يا قوم، إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثمّ استشهدهم عن نفسه المقدّسة وما عليه من سيف النّبي - صلى الله عليه وآله - ولامته وعمامته فأجابوه بالتصديق".
وأضاف التقرير، أن الحسين "سألهم عمّا أخذهم على قتله؟، قالوا: طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد، فقال عليه السّلام: تبًّا لكم أيّتها الجماعة وترحًا، أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفًا لنا في أيمانكم وحششتم علينا نارًا اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلبًا لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم.. فهلاّ - لكم الويلات! - تركتمونا والسّيف مشيم والجأش طامن والرأي لَما يستحصف، ولكنْ أسرعتم إليها كطِيَرة الدبَّا وتداعيتم عليها كتهافت الفراش، ثمّ نقضتموها، فسحقًا لكم يا عبيد الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرّفي الكلِم وعصبة الإثم ونفثة الشيطان ومطفئيّ السّنَن!، ويحكم أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون!".
وأضاف التقرير، أن الحسين قال: "أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشجت عليه أُصولكم وتأزّرت فروعكم فكنتم أخبث ثمرة، شجي للناظر وأكلة للغاصب!، ألا إنّ الدّعيّ بن الدعيّ قد ركز بين اثنتَين، بين السّلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأُنوف حميّة ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا إنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان النّاصر".
وتابع الحسين بحسب التقرير: "أما والله، لا تلبثون بعدها إلاّ كريثما يركب الفرس، حتّى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهدٌ عَهَده إليَّ أبي عن جدّي رسول الله، فاجمعوا أمركم وشركاءكم، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون، إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم، ما من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط المستقيم.. ثمّ رفع يدَيه نحو السّماء وقال: اللهمّ، احبس عنهم قطر السّماء، وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسًا مصبرة، فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك المصير، والله لا يدع أحدًا منهم إلاّ انتقم لي منه، قتلةً بقتلة وضربةً بضربة، وإنّه لينتصر لي ولأهل بيتي وأشياعي".