رئيس التحرير
عصام كامل

امسك كتاب


قراءة الكتب أصبحت هذه الأيام كالتراث القديم، يحافظ أنصاره عليه خوفًا من الانقراض، فماعدنا نرى الشباب المثقف، الذي يلتف حول تحليل أو قراءة كتاب جديد، وبالرغم من انتشار جميع الوسائل الإلكترونية من خلال شبكة الإنترنت العنكبوتية وإمكانية تخزين آلاف الكتب في وسائل التخزين المختلفة السعة، إلا أن الشباب ماعادوا يقرأون ولو قرأوا فهي العناوين فقط، التي ما عادت تجذب القُراء، فيمكن أن تشاهد المعارك الكلامية والتعليقات على فيس بوك لمجرد قراءة أول سطرين من مقالة، أو حتى مجرد قراءة عنوان هذه المقالة.


هم فقط يستمعون إلى برامج التوك شو ويبنون ثقافتهم من خلال ضيوفها، كل حسب شيخه المفضل، إلى أن وصلنا لنصبح كأننا نعيش في قرى منعزلة تعادي بعضها البعض، وتحارب بعضها البعض؛ بسبب دخان الجهل الذي يستنشقه الجميع، الذي وقوده عدم القراءة والثقافة وانحدار العلم من التعليم الأساسي إلى الجامعي.

ولهذا رحبت كثيرا بفكرة مبادرة امسك كتاب، التي عرضها عليَّ صديقي الكاتب الروائي محمد نور، التي تحاول العمل على تشجيع الشباب على قراءة الكتب، فأهنئه على هذه الفكرة الرائعة وأيضًا على روايته الجديدة بطاقة ذاكرة.

فكيف يمكن أن ترتقي أمة وشبابها يبدعون في الجهل ويحقرون من شأن العلم والعلماء.. شباب ليس لهم مثل أعلى أو قدوة غير جهلاء، وصلوا إلى أعلى الدرجات في المجتمع بالجهل والفهلوة، وبلا أي مؤهلات في كل المجالات.

فلا بد أولا لكي نبني بلدنا، لا بد من تغيير الثقافة السائدة إلى ثقافة بناء لا هدم، وتقديم القدوة الحسنة كمثال، وفضح الوجوه القبيحة التي تتصدر المشهد وتفرض نفسها على الساحة بأشياء كاذبة لا يملكونها ويدعون قدرات ليست بهم.

فبالقراءة فقط تتضح الأمور وتستقيم وتستنير الأفق الترقبية للشباب، ما يجعلهم يميزون بين الأمور ويختارون أفضلها.

فلك الله يا مصر حمى الله شبابك..
الجريدة الرسمية