رئيس التحرير
عصام كامل

ونسي الجميع أن مصر لا تزال في مرمى الخطر!


تزداد ضبابية المشهد الانتخابي الذي نعيشه الآن، حين يشعر المواطن بغياب الحكومة التي لا يلمس الناس أثرها في ضبط جنون الأسعار مثلًا التي تكوي الفقراء وتسحقهم بلا رحمة.. بل ثمة تخبط وتراجع في بعض الملفات وغياب الرؤية السليمة.. ولا يُرى من القوى السياسية إلا اتهام بعضها بعضًا بالانتهازية والتخلف عن إرادة 30 يونيو وربما العمل ضدها!!


وينسى الجميع أن مصر لا تزال في مرمى الخطر.. تتألم وتتوجع من الإرهاب.. وتنزف اقتصاديًا وهي مبتلاة بنخبة المصالح الضيقة، التي لا تزال تعاني الانفصام والتفكك والتشرذم.. وفي ظل غياب تعبئة وطنية مستنيرة تتطلبها المرحلة المضطربة إقليميًا ودوليًا نحو الأهداف القومية والاستقرار وعودة الأمل والعمل.. مارس الإعلام دورًا رئيسيًا في إرباك وتعتيم المشهد، حين ألقى سلاحه وتخلى عن رسالته في كشف المخاطر ودرء المفاسد، وتفرغ لبرامج فيها من الانحطاط والإباحية والإلهاء ما لا يخفى.. وتشجيع الناس على الإدلاء بأصواتهم في أخطر انتخابات برلمانية تشهدها مصر.

ويبدو طبيعيًا في سياق ضبابي كهذا، أن يخالج الخوف على المستقبل صدور حزب الكنبة الذي كان الكتلة الحرجة في 30 يونيو.. وتبدو ثقته في الحكومة والنخبة آخذة في التراجع.. وتصادف ذلك مع غلاء في الأسعار وزيادة في أعداد المتعطلين عن العمل والفقراء والمهمشين، رغم الجهود المضنية التي يبذلها الرئيس السيسي لضبط هذا الوضع، وإعادة مصر لدورها ومكانتها في الإقليم والعالم.. وهو ما يقابله عجز وفشل كبير لكل القوى والتيارات السياسية وأجهزة الحكومة.. حتى المواطن نفسه لم يجتهد بالقدر المطلوب منه للقيام بدوره في دعم الدولة.. فالمغالون في الأسعار المتاجرون بأقوات الناس.. والغشاشون في الأسواق، والناهبون لأموال الشعب.. والمدرسون الذين يستبيحون الدروس الخصوصية دون أن يقوموا بما عليهم في الفصول.. أليسوا مواطنين خانوا الأمانة وتخلوا عن دعم الدولة والوطن؟!
الجريدة الرسمية