رئيس التحرير
عصام كامل

في حقيقة المشهد الانتخابي!


لا شك أن المشهد الانتخابي ملتبس ومرتبك وجد خطير.. وإذا سألت مواطنًا عاديًا من السواد الأعظم للشعب: من سوف تنتخب؟.. سيأتيك الرد: لا أعرف مرشحي الدائرة.. ولا كيف أختارهم.. لا أعرف معنى القائمة المطلقة التي أقرها القانون ولا حتى كيفية اختيار مرشحي الفردي.


وهنا يثور سؤال مَنْ المتسبب في هذا الارتباك؟.. أهي الأحزاب المدنية والنخبة التي عجزت عن ملء الفراغ بعد ثورة يناير؟.. وبدلًا من أن تقود الناس كانت حركة الجماهير أسبق منها وأكثر وعيًا ورشدًا وربما وطنية.. أهو الإعلام الذي ترك الجاد من القضايا والأولويات الوطنية ومحاربة الفساد والإرهاب، وعاد إلى المراهقة الإعلامية - إن صح التعبير- وإغراق المشاهد في توافه الأمور وسفاسفها، وكأن ثورتين عظيمتين لم تقعا، وعاد ليغرق في الإباحية والشذوذ الفكري وجدليات لا تبني مجتمعًا ناضجًا، ولا تقيم وطنًا في حاجة لثورة معرفية وعلمية وثقافية كي يغادر التواكلية والسلبية والكسل إلى العمل والإنتاج والتوكل على الله.. أم هي الحكومة وتشريعاتها الغامضة وسقوطها المتكرر في فخ عدم الدستورية.. أم هذه العوامل مجتمعة؟!

الكل مسئول إذن.. لا نبرئ أحدًا.. ويبدو طبيعيًا أمام هذه الحيرة وهذا التوهان، أن يجد الناخب نفسه إزاء أمرين لا ثالث لهما، إما أن يستمع لدعاوى بعض المغرضين بالمقاطعة، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية.. وإما أن يذهب مضطرًا للجان انتخابية ليعطي صوته للمجهول!
الجريدة الرسمية