الأستاذ والمشرف
أستاذ الجامعة يحصل على الأستاذية؛ نتيجة لأبحاثه المنشورة في مجلات علمية ونشاطه العلمي، فهو أستاذ لعلمه ومجهوده، ولكن الإشراف على الطلبة هو دور رقابي لا أكثر ولا أقل، ولكي يتحول هذا الدور إلى أستاذية على الطالب فهذه الأستاذية لها شروط، وإذا انتفت هذه الشروط فلا يحق عليه أن يدعي أنه أستاذ هذا الطالب، لتصبح أستاذيته لصيقة بغير حق بالطالب مدى الحياة.
فكثير من أساتذه الجامعات إلى الآن، لا يدركون الفرق الجوهري ما بين الإشراف على طالب دراسات عاليا وكونه أستاذًا عليه، فالفرق شاسع جدًا.
فأنت أستاذي إذًا أنت قد احتويتني بعلمك ورعايتك أو حتى توجيهاتك الإيجابية لصالحي في يوم ما، فلي الشرف أن تكون أستاذي، فعلى يديك قد تعلمت الكثير، وبفضل توجيهاتك ورعايتك ما وصلت إلى ما أنا فيه الآن.
ولكن كثيرا من طلبة الدراسات العليا لهم فضل كبير على الأساتذة المشرفين، فوجدت طالب ماجستير مسجل درجته مع أستاذ في تخصص ما، وكان هذا الطالب قبل تسجيله يعمل في مشروع يدر عليه ربحا وفيرا، ولأجل تطوير هذا المشروع شرع في إعداد دراسة منظمة عن طريق رسالته العلمية، وكان الدكتور المشرف على دراية بنجاح مشروع الطالب وما يدره من مال، فبدأ في استغلال الطالب وبدأ ينسب لنفسه فكرة المشروع وبدأ ينشر الأبحاث واضعًا اسمه كأستاذ مشرف في المقدمة، وبدأ يعقد الندوات والمؤتمرات على أنه صاحب الفكرة، وأنه هو ما يستقطب الطلبة للتسجيل عليها، وأجبر الطالب صاحب الفكرة على العمل تجاريًا تحت عباءته، أي أصبح موظفا عند الأستاذ بدلا من صاحب عمل وفكر ومشروع علمي وتجاري كما كان قبل بداية تسجيله الدرجة.
وكثير هي الأمثلة تحدث كل يوم، فمن الأستاذ إذًا؟.. فكثير من الأحيان يكون الطالب هو الأستاذ المعطي والمعلم، ويكون المستفيد هو الأستاذ المشرف بلا أي عطاء يستطيع تقديمه.
فما سبق مثال لتحرش الأستاذ المشرف بالطالب ماليًا وعلميًا.. مغتصبًا فكر الطالب وخبرته وماله.. ومنهم من أهان طالبه وأجبره على قبول أمر ما، وهناك تحرش يحدث في الجامعات من قلة من الأساتذة.. تحرش جنسي نعم سمعنا ورأينا الكثير ولكن ما لم نسمعه ولم نراه أيضا كثير.. وما سبق هو بعض من كل على سبيل المثال لا الحصر، وقس على ذلك كثيرا من المجالات.
ولكن يظل هناك الكثير والكثير من الأساتذة المحترمين الموقرين الذين نفتخر بأنهم أساتذتنا، وعندما نراهم للأسف لا يتذكروننا؛ لكبر سنهم أو لكثرة تلاميذهم، ولكن لتقديرنا لهم واعتزازنا بهم نهرول لنقبل أيديهم حبًا واعتزازًا وتقديرا ًبأستاذيتهم لنا ما حيينا.. فشكرًا لهم.
فلك الله يا مصر حمى الله أولادك..