رئيس التحرير
عصام كامل

لا تتردد.. شارك في بناء وطنك!


العزوف عن المشاركة السياسية هو أخطر ما يمكن أن تواجهه مصر حاليًا.. ولعل حديث البعض عن استطلاعات رأي تنبأت بانخفاض معدل المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي بدأت مرحلتها الأولى اليوم الأحد، يعزز هذه المخاوف.. لكن الشعب المصري عودنا دائمًا على المفاجآت.. فلا يعرف أحد ماذا يمكن أن يحدث في اللحظات الأخيرة، خصوصًا إذا استشعر المواطن خطورة تخليه عن واجبه الوطني في التصويت في انتخابات البرلمان الوشيكة التي يبدو أن الإخوان لن يغيبوا عنها بل هناك بالفعل مرشحون إخوان في دوائر مختلفة..

في الجيزة والفيوم مثلًا وجوه إخوانية معروفة، ناهيك عن كوادرهم الخفية والمتعاطفين معهم غير المعروفين أو غير المنتمين صراحة للإخوان، بخلاف السلفيين الذين هم أقرب مودة وفكرًا للإخوان!!

المحزن حقًا أن القوى السياسية - قديمها وحديثها - لا تشعر بتأنيب ضمير ولا بتقصيرها المخجل بعد إخفاقها المتكرر على مدى شهور في تكوين ائتلافات مشتركة لخوض الانتخابات على قلب رجل واحد، بل ازداد بعضها صفاقة حين دعا كما قلت إلى مقاطعة الانتخابات دون حساب للعواقب أو تقدير لسوء المصير.

لا يمكن لأحد الزعم بأن البيئة السياسية الراهنة في أحسن أحوالها.. فهناك صراعات مصالح تتجاذب النخبة وتحكم حركتها وسكونها وسلوكها.. وثمة جماعات عنف لا تزال تعادي الدولة وتصر على هدمها، وهناك سواد أعظم من الشعب يعاني نقصًا في المعلومات وتغييبًا للوعي وفقدانًا للبوصلة، ناهيك عن الأمية والعوز والعصبيات التي تدفع بالاختيار إلى اتجاهات معينة، خصوصًا في مناطق مثل سيناء ومطروح والصعيد وبعض مناطق الدلتا، وهو ما يجعل الاستحقاق الثالث أو انتخابات البرلمان محفوفةً بمخاطر جمة.

اخرج أيها المواطن وشارك برأيك في بناء وطنك الجديد، ولا تلتفت إلى الحاقدين والكارهين لمصر في الداخل والخارج.
الجريدة الرسمية