رئيس التحرير
عصام كامل

ظواهر سلبية لم تنته بعد !


ضبابية المشهد الحالي يدفعنا للتساؤل: كيف يمكن إجراء انتخابات في أجواء محتقنة كهذه، ألسنا في حاجة إلى إعادة التعبئة السريعة لتدارك هذا الخطر؟!


لا شك أن الدولة جادة في استكمال خارطة المستقبل والتي تم إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية بالفعل دون أن تتدخل الحكومة في توجيه دفتها، وهو ما أكده الرئيس مرارًا وتكرارًا، لكن هل نقبل بالعشوائية الحالية في اختيار أخطر برلمانات مصر على الإطلاق، هل الديمقراطية هي الاحتكام للصناديق فقط، أم أنها عملية متكاملة تبدأ بتمكين الناخب بالتوعية والضرب بيد من حديد على كل من يخالف القانون والدستور وقواعد العملية الانتخابية؟!

وإذا كان الإشراف القضائي الكامل سيضمن نزاهة التصويت وشفافيته، وإذا كانت الحكومة ملتزمة الحياد إزاء جميع المرشحين.. فهل يكفي ذلك لمنع ظواهر سلبية انتشرت في الماضي.. وللأسف رأينا في هذه الانتخابات البلطجة والرشاوى وشراء الأصوات بل شراء المرشحين أنفسهم لحساب المال السياسي.. والمتاجرة بالشعارات وخلط الدين بالسياسة وغلبة العصبيات وغيرها من الآفات الانتخابية..

وهل يعني غياب تأثير الحكومة أن المواطن سوف يترك لحاله حرًا في اختياراته، أمينًا في الإدلاء بصوته، واعيًا بخطورة المرحلة ومتطلباتها، مدركًا أن المكاسب الشخصية زائلة ولن تبني مجتمعًا يحميه من الفساد واستغلال الحصانات في النهب والتهام مقدرات الوطن وحقوق المواطن وغياب التفاعل والقدرة على ممارسة الدور الرقابي والتشريعي المطلوب، وحل مشاكل كل مواطن من جانب نواب البرلمان.. هل ينجح الشعب في اختياراته هذه المرة لأعضاء برلمان ذوي كفاءة ونزاهة وثقافة وطنية صادقة وغيرها من صفات النائب الصالح؟!

أظن أن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية سوف تجيب عن كل هذه التساؤلات.

الجريدة الرسمية