التفسير العلمي لآية النحل (2)
"وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)".
وبدأت جملة "فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ" بحرف العطف ((الفاء)) التي تفيد الترتيب مع التعقيب، وهذا يطابق الواقع تماما؛ إذ أن النحل بعد أن يأكل مباشرة يبدو ساكنا بدون عمل ظاهر، بينما تعمل غدده على إفراز السوائل المطلوبة، وقد شكل الله من خلايا جسم النحل أربع مجموعات من الغدد؛ لإنتاج السوائل الأربعة، فيوجه النحل غذاءه إلى أي منهما تلقائيا لإنتاج السوائل المطلوبة سواء عسل نحل أو سم النحل أو صمغ النحل أو غذاء ملكات النحل أو شمع النحل، ولا يوجد كائن آخر له المقدرة على تحويل طعامه إلى صور مختلفة متعددة من المنتجات المختلفة كما يفعل النحل، وهو أيضا الكائن الوحيد الذي يتحكم في نوع نسله، فهو قادر على التحكم في إنتاج الذكور والشغالات والملكات، وذلك بالتحكم في الغذاء المقدم لليرقات، فطبقا للغذاء الذي تأكله اليرقة تتحول إلى جنس مختلف، فاليرقة التي تأكل غذاء ملكات تتحول إلى ملكة، والتي تأكل غذاءً مخلوطا بين غذاء ملكات وعسل تخرج ذكورا، والتي تأكل عسلا فقط تكون شغالات.
ومع أن كلمة النحل جمع تكسير، مما اعتاد العرب على تذكيره، فإن الضمير المنسوب إليه جاء مؤنثا بقوله سبحانه وتعالى "اتخذى" و"كلى" و"يخرج من بطونها"؛ لأن أفراد النحل التي تخرج المواد الشافية كلها شغالات مؤنثة، ولم يعرف ذلك إلا في العصر الحديث.
وهناك معجزة قرآنية في عدم استعمال حرف "في" بدلا من حرف "من" عند ذكر بيوت النحل.. وذلك لأن في عالم النحل أربع أنواع يسكنون الجبال، نوعان يمكن استئناسهما، وهما النوعان اللذين يقطنان داخل الجبال والأشجار والخلايا، ونوعان آخران لا يمكن استئناسهما، ويسكنان في طوائف على أقراص شمعية يلصقنها تحت الصخور البارزة من الجبال وتحت أفرع الأشجار، وحرف "من" هو الذي ينطبق على كلتا الحالتين.
فشكرًا أستاذي ومعلمي الأستاذ الدكتور محمد علي البنبي، أستاذ النحل بكلية الزراعة جامعة عين شمس رحمة الله عليه وجزاه الله خيرًا على ما قدم لنا، وخصوصًا كتابه الرائع نحل العسل في القرآن والطب.
وأخيرًا أود أن أوجه كلمة إلى كل العلماء والمثقفين والكتاب، اعملوا عقولكم في كل ما تسمعونه وتقرأونه، فربما ما يلهمك الله بتأويله وتفسيره هو الأقرب إلى الحقيقة، وربما تكون أنت المسلم الحق حتى لو تعارض هذا مع رأي الكثير، فكثير ممن يطلقون على أنفسهم علماء الدين يظنون أنهم يحسنون صنعًا بخطبهم وتفسيراتهم المنقولة حرفًا من كتب التراث بلا تدبر أو تعقل، هم أشد خطرًا على الإسلام.
فشكرًا أستاذي ومعلمي الأستاذ الدكتور محمد علي البنبي، أستاذ النحل بكلية الزراعة جامعة عين شمس رحمة الله عليه وجزاه الله خيرًا على ما قدم لنا، وخصوصًا كتابه الرائع نحل العسل في القرآن والطب.
وأخيرًا أود أن أوجه كلمة إلى كل العلماء والمثقفين والكتاب، اعملوا عقولكم في كل ما تسمعونه وتقرأونه، فربما ما يلهمك الله بتأويله وتفسيره هو الأقرب إلى الحقيقة، وربما تكون أنت المسلم الحق حتى لو تعارض هذا مع رأي الكثير، فكثير ممن يطلقون على أنفسهم علماء الدين يظنون أنهم يحسنون صنعًا بخطبهم وتفسيراتهم المنقولة حرفًا من كتب التراث بلا تدبر أو تعقل، هم أشد خطرًا على الإسلام.
اعملوا عقولكم، فالإسلام دين العقل والتفكير "إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (سورة البقرة).. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.