رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة طالبة في مدرسة كفر الشعاورة


"ابنتي طالبة بمدرسة كفر الشعاورة بإدارة منيا القمح التعليمية بقرية الصنافين، وهي مدرسة ابتدائي وإعدادي، ويقضي الأطفال وقت الدراسة في الملعب وأمام الفصول ينتظرون المدرسين؛ حيث يدخل التلاميذ إلى المدرسة الساعة 7 صباحا، ويرجعون المنازل في الساعة 12 ظهرا؛ من أجل ترك الفصول إلى الفترة الثانية الخاصة بالمرحلة الإعدادية، ونتيجة لذلك اضطررت إلى إعطاء ابنتي الطالبة بالابتدائي، 6 دروس خصوصية، حتى تعوض ما لا تجده في المدرسة"..


هذه الشكوى مقدمة من أحد المواطنين بقرية الصنافين مركز منيا القمح شرقية، التي يتضرر فيها من عدم وجود تعليم في المدرسة، وموجه إلى وزارة التربية والتعليم للتحقيق فيها ومحاسبة المقصرين.

وبالنظر إلى العملية التعليمية في مصر، نجد أنها ونظرا لما مررنا به من ظروف عصيبة طوال السنوات السابقة نالت من جودة التعليم، ولم يعد ينافس على المستوى الدولي؛ إذ انحدر مستوى الطلاب بالمقارنة بأقرانهم من دول أخرى، وانعكس أيضا على البحث العلمي؛ إذ أصبح نيل الشهادات هو استيفاء أوراق وليس عملية تعليمية حقيقية.

لن ننهض إلا بنهضة التعليم، ولا بد من إعادة النظر في هياكل إدارة التربية والتعليم والحوافز ودخل المعلم، وسيكون الرد أنه لا توجد موارد وهذا منطقي، ولكن البديل موجود فتقسيم المدارس إلى قسمين، قسم بأجر وقسم بدون أجر، كفيل بحل المشكلة؛ حيث سيصرف الجزء الأول على التكلفة الحقيقية لعملية التعليم، وسيصرف أيضا على الجزء المجاني.

التعليم يُكلف الكثير على الدولة، ولا مانع من مشاركة الشعب بما يدفعون للدروس الخصوصية في العملية التعليمية.. هذا إن كانت ستُغني عن الدروس الخصوصية من الأساس.

فما يدفعونه للمدرس خارج إطار المدرسة سيدفعونه داخل إطار المدرسة، وسيجد المدرس عائدا يغنيه عن توفير طاقته وجهده إلى الدروس الخصوصية، التي يجد منها العائد الذي يعيش به.

وبالنظر إلى القرار الأخير الخاص بغلق الدروس الخصوصية، يعتبر قرارا خاطئا، فتوفير البديل قبل اتخاذ القرار هو أحد أسباب نجاحه وتأثيره، وإلا سيقوم المدرس بإعطاء الدروس في المنازل، ولن توجد رقابة ولن تستطيع.

خلق التعليم بالمصروفات يوفر مصروفات أخرى للدروس الخصوصية، ويخلق عملية تعليمية سليمة، لا تشكل أحمالا على الدولة، وإنما هو تغيير منطقي لصالح تطوير عملية التعليم في مصر.
الجريدة الرسمية