رئيس التحرير
عصام كامل

«أراضي دمشق» محرمة على «السيسي» لــ«دواع سياسية».. غضب السعودية ورفض المعارضة يمنعانه من زيارة سوريا.. ظهوره في دمشق سيفهم منه دعمه المباشر للأسد.. غباشي: التواصل للتهدئة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

في الوقت الذي تعالت فيه بعض الأصوات مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقيام بزيارة لـ"دمشق"، خاصة مع موقف مصر الداعم لوحدة سوريا والجيش السوري، ودعم التحركات الروسية لضرب جيوب الإرهاب داخل سوريا، كشفت مصادر رفيعة لـ"فيتو"، عن أن زيارة "السيسي" لسوريا مستبعدة تماما في الفترة الحالية، موضحة أن هناك عدة أسباب تقف حائلا أمام دخول الرئيس المصري إلى الأراضي السورية.


العلاقة مع المملكة السعودية ودول الخليج تأتي على رأس العوائق أمام ذهاب "السيسي" إلى دمشق، خصوصا أن السعودية ومعها عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ترفض أن يكون هناك أي دور لبشار الأسد في سوريا الجديدة، وتدعو إلى رحيله قبيل الحديث عن أي تسوية للأزمة.

وأوضحت المصادر أن ظهور "السيسي" في دمشق سيفهم منه دعمه المباشر للأسد، حتى وإن كان هدف الزيارة كما يرى البعض، استيعاب حقيقة الأوضاع على الأرض، وهو ما سيؤدي بدوره إلى إغضاب السعودية التي كان لها دورها الكبير في دعم نظام الحكم في مصر والانحياز لمطالب المصريين في التغيير بعد إسقاط حكم الإخوان وعزل رئيسهم محمد مرسي في الـ30 من يونيو.

ومن بين أسباب استحالة زيارة "السيسي" لسوريا، أن تلك الزيارة لن يكون مرحبا بها من قبل المعارضة الوطنية السورية، خاصة أن الأزمة في سوريا، قبل دخول المنظمات الإرهابية داخل سوريا، بدأت كثورة وطنية، وكانت هناك معارضة وطنية، وزيارة الرئيس المصري في الوقت الحالي، ستكون غير مقبولة من المعارضة الوطنية، وليست المعارضة المسلحة المشكوك فيها والتي جاءت من دول مختلفة.

وأكدت المصادر أن زيارة "السيسي" لدمشق، ليست مطلبًا لتحقيق السلام في سوريا، والأمر لا بد أن تتم معالجته بهدوء ورؤية محسوبة ومتفق عليها، قبل أن تقدم مصر على أي أمر، خاصة أن مصر ترى أن قوة سوريا هي قوة للأمة العربية، والأهم من زيارة الرئيس لدمشق تجميع المواقف العربية الأخرى وغير العربية، قبل أن تعلن مصر عن موقفها، لذا فإنها تتحرك بروية في هذا الاتجاه.

واعتبر محللون مطالبة الرئيس بزيارة دمشق في هذا التوقيت، محاولة لشق صف الوطن العربي، وزيادة الانقسام بين حكام الأمة العربية، مطالبين "السيسي" بعدم الاستماع إلى تلك الأصوات التي لا تريد خيرا لمصر ولا للأمة العربية.

ومن جانبه قال عاطف الغمري المحلل السياسي، إنه غير مقتنع بفكرة زيارة الرئيس السيسي لدمشق حاليا، خاصة أن الوضع السوري خرج من يد بشار الأسد نفسه، ولن يستطيع أن يحل المشكلة لأنه طرف في الأزمة، بالإضافة إلى أن الأزمة قد تم تدويلها الآن، وكانت الدول الغربية وأمريكا ترحب بدخول روسيا لكن في الإطار السياسي، للمشاركة في جهود حل الأزمة، حتى أن تلك الدول وافقت على أنه لا ضرورة للمطالبة برحيل الأسد فورًا، لكي يرحل في مرحلة مقبلة.

وقال "الغمري" اليوم وفي الإطار التفاوضي، وبعد تدخل روسيا عسكريا، أدى ذلك إلى تغيير في ميزان القوى بالمنطقة، خاصة أن الموقف الروسي يعمل على تعزيز موقف بشار الأسد في مواجهة القوى التي تقاتله، كما أنه يؤدي لإحراج الولايات المتحدة لأنه بعد مرور عام من التحالف الدولي لمقاتلة "داعش" لم تحقق الهدف المعلن.

الدكتور مختار غباشي رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن الأهم من زيارة "السيسي" لدمشق، أن يقوم الرئيس بالتوصل لمرحلة تهدئة في الساحة السورية، وبذلك نحافظ على الشعب السوري من الشتات واللجوء، وإقامة شكل من أشكال الحوار بين النظام وتكتلات المعارضة داخل الساحة السورية بغرض الوصول لتوافق، خاصة أن سوريا ليست بشار الأسد، لكنها وطن كبير ومن أصول الممانعة العربية.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية