رئيس التحرير
عصام كامل

قرار السادات.. وقرار السيسي !!


في نصر أكتوبر دروس وعبر حتى لا ننسى تضحيات شهدائنا، وحتى تظل تلك التضحيات نبراس أمل وعمل لأجيالنا التي لم تعش آلام الهزيمة ومرارتها وحلاوة النصر وآماله.. وسيظل السؤال دومًا: ماذا بقى من ذكرى نصر أكتوبر.. هل حافظنا عليه واستثمرنا ما جلبه لنا من مكاسب.. وماذا لو لم يتخذ الرئيس السادات قرارًا بالحرب ثم قرارًا بالسلام.. هل كانت أرضنا المحتلة ستعود ومعها كرامتنا وهاماتنا مرفوعة ؟!.


هل ما تعيشه أمتنا العربية اليوم أشبه بسنوات الاستنزاف وما فيها من تهديدات ومخاطر؟.. ألا يذكرنا ما يحاك لنا وما يراد بنا من تقسيم وتقزيم واستلاب بما كنا عليه قبل قرار العبور العظيم.. ثم ألسنا في حاجة لاستعادة روح أكتوبر المنتصرة؟

محنتنا الكبرى اليوم في الأمة العربية هي نتاج ما غرسناه فيما بعد النصر واستعادة الأرض.. إذ فرطنا في أسباب الانتصار واستسلمنا لغواية الارتخاء والاستسهال، ونسيان ما تكبدناه من تضحيات وخسائر في 6 سنوات متوالية بعد 67 وحتى أكتوبر 1973 .. ولولا قرار الرئيس السيسي –المشير وقتها- في 30 يونيو 2012 بالاستجابة لرغبة الشعب والنزول لإرادته ما انزاح كابوس الإخوان، وما تحررت إرادة الوطن، وما قامت لنا قائمة، ولأصبحنا دولة في مهب الريح مثل جيراننا الذين تجرى على أراضيهم حروب بالوكالة وتجاذبات عالمية وإقليمية ندفع ثمنها من استقرارنا ومواردنا ومستقبل أجيالنا كلها.. ولغرقنا في حرب أهلية كانت إرهاصاتها حاضرة بقوة وهي حرب إذا وقعت –لا قدر الله- لا تبقي ولا تذر.
الجريدة الرسمية