رئيس التحرير
عصام كامل

كلمة السر.. ومتى تعود الروح الغائبة ؟!


لقد هزمنا في معركة أكتوبر جيشًا متغطرسًا كان يزعم أنه لا يقهر بما يملكه من عتاد ودعم غربي لا محدود..هزمناه ليس بتفوق السلاح ولكن بعزيمة البشر ورؤية القيادة وصدق الروح والأخذ بالأسباب، وهو ما عوض الفارق الضخم في الإمكانيات والتسليح لصالح عدونا.. الروح إذن هي كلمة السر في نصر أكتوبر وهي أيضًا كلمة السر في إنجاز قناة السويس الجديدة.. وإزاحة حكم الإخوان..


هذه الروح الغائبة اليوم في بعض أو أغلب قطاعات الدولة تدفعنا إلى السؤال: لماذا غابت وكيف يمكن بعثها من مرقدها..كيف يمكن خلق القدوة الحسنة في أحزابنا وإعلامنا ومدارسنا وجامعاتنا.. فيتطور تعليمنا ويصبح ملائمًا لسوق العمل والبحث العلمي المبدع المتفاعل مع البيئة القادر على صناعة نهضة حقيقية تنقلنا لمصاف العالم الأول.. ويتجدد خطابنا الديني والتعصب والتطرف والمتاجرة بالشعارات.

لقد كان عدونا الأكبر قبل أكتوبر وبعده معروفًا، وكان شعبنا على قلب رجل واحد في مواجهته، وكانت مصر موحدة منسجمة لا تعرف الانقسام والتفرقة الطائفية والجدل الأيديولوجي ومعارك الهوية المفتعلة.. وكانت صيحة المعركة إيمانية فطرية شعارها الله أكبر.. لهذا كان النصر نتيجة طبيعية ربانية.. كان قفزة في بحر التحديات لكننا اليوم إزاء تحديات أشد خطرًا وجسامة لأنه ببساطة خطر نابع من بعض ساكني هذا الوطن حاملي جنسيته لا قضيته وهمومه وجماعات تدعو لاستهداف الأوطان وتركيعها وتخريبها إذا لم يحكموها.. فأي دين هذا وأي أخلاق تلك التي تدعو لعداوة الأوطان وخرابها ؟!
الجريدة الرسمية