توفيق الحكيم يكتب: «التعادلية» بقرش ورغيف عيش
في مثل هذا اليوم 9 أكتوبر 1898 ولد الأديب الكبير توفيق الحكيم، وفى شهر أكتوبر عام 1954 نشرت مجلة الجيل موضوعًا عن توفيق الحكيم تقول فيه:
إنه نتيجة الحر الشديد بالقاهرة أعلن الأديب توفيق الحكيم، أنه سوف يفرغ رصاصة في صدر كل من تسول له نفسه أن يطلب منه رأيًا أو مقالا أو حديثا صحفيًا.
فذهب إليه مندوب مجلة الجيل وهدد الحكيم بأنه سينتحر إذا لم يتحدث إليه، فسأله توفيق الحكيم هل أحضرت رصاصتك معك إن مسألة الموت هينة لكنى لن أتحمل ثمن الرصاصة ؟
بعد مناقشات طويلة قبل الحكيم الصائم عن الكلام هذه الأيام أن يتكلم لأنه ـــ كما يقول ــ تعب من كثرة السائلين عن مذهب التعادلية الجديد الذي أعلنه مؤخرًا، وهو مذهب شديد الشبه بنظرية النسبية لأينشتين.
قال توفيق «التعادلية» تفسر الحياة بوجود شيئين لا شيء واحد، فإذا كان هناك «رغيف» فلابد أن يكون هناك قرش، وإذا كان معك قرش ولم يكن هناك رغيف فإن القرش الذي معك يساوى صفرا لأنك لا تستطيع أن تصنع به شيئا.
وإذا كان عندك الرغيف وليس معك القرش فإنك ستأكل الرغيف وتنفخ بطنك وتنام، أما إذا وجد القرش والرغيف فإنك ستبيع الرغيف لتحصل على القرش وستدفع القرش لتحصل على الرغيف.. وهكذا.
بذلك يوجد التعامل أي التعادل، وتوجد السوق وتوجد التجارة، وتوجد الحركة وتوجد الحياة، هذه باختصار هي فكرة «التعادلية».