بسرعة !!
* في يوم الرابع والعشرين من أكتوبر عام 1973، كنت قد جاوزت الثانية عشرة من العمر، خرجت مع غالبية الجيران إلى الشارع الذي سيمر منه الرئيس السادات متوجها إلى مجلس الشعب لإلقاء البيان، الذي بات أشهر بيان عن انتصار قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر ونجاحها في عبور قناة السويس وهزيمة الجيش الذي لا يقهر، شاهدت السادات يطل على الناس من السيارة المكشوفة وكان مرتديا الزي العسكري وبجواره كان يقف المشير أحمد إسماعيل على وزير الحربية، هذه المشاهد لم تمح من ذاكرتي حتى الآن رغم مرور اثنين وأربعين عاما.. لحظات كان غالبا فيها مشاهد العزة والفخر والكرامة، أكيد هذه المشاعر لم تكن واضحة بشكل ناضج عندما كنت طفلا، ولكنها وضحت وترسخت يوما يعد يوم وعلى مدي كل هذا الزمن.
* مشرف جدا ذلك العرض العسكري الذي أقامته القوات المسلحة بالكلية الحربية بمناسبة الاحتفالات بالذكري الثانية والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، رسائل متعددة أري أنها كانت مقصودة، من إبراز كل هذا الحشد المنوع من الأسلحة القديمة والجديدة، واستعراض القدرات التدريبية لرجال القوات المسلحة.. رسائل أظنها لكل من في قلبه مرض، سواء أن كان صديقا أو عدوا !
* وبمناسبة استعراض الكلية الحربية، تخيلت للحظة أن وزير التنمية المحلية الجديد أحمد زكي بدر قرر أن ينظم استعراضا مشابها لموظفي الإدارات المحلية والأجهزة الخدمية في الدولة، في أحد الميادين الواسعة، كي نكشف إلى حد كم هي القدرات البشرية في الجهاز الإداري للدولة الذي يتجاوز عدد أفراده ما يقرب من أربعة ملايين موظف، أعتقد أن هذا الاستعراض المفترض المتُخيل لازم ومهم، كي ندرك أن هذا الجهاز في مجمله رصيد يحسب بالسلب والخصم من المقومات العامة للدولة، وعلى من يرغب في أن يحوله إلى رصيد إيجابي مفيد أن يبحث عن حلول مبتكرة أولها المكاشفة !
* استضافة وسائل الإعلام المختلفة لقادة وضباط جنود ممن شاركوا في ملحمة أكتوبر أمر مهم لبث روح الفخر والانتماء لدى الشعب وخصوصا لدى الشباب، ولكن للأسف تضمنت الكثير من الروايات والحكايات التي رواها كثيرون من أولئك الأبطال، إفشاء لأسرار وأمور ما كان لتعلن بهذه الصورة، التي لا تفيد أحد سوي الأعداء ( هذه ملحوظة من الصديق وليد رشدي أنقلها عنه واتضامن معه فيها تماما).
* انتهاء أزمة الاعتداء على عامل مصري بالأردن بالتصالح، لا يجب أن نواجهه بالانتقاد أو الاستهجان والصيد في الماء العكر، العامل المصري يعيش في مجتمع أردني منذ أكثر من عشر سنوات، ومادام إنه قد استشعر أن حقه قد عاد إليه فلا بأس.. ما يهمنا هو أن السلطات الأردنية والإعلام الأردني والشعب الأردني رفضوا اعتداء نائب أردني وأقاربه على عامل مصري وواجهوا الحادث برد فعل فاق في قوته رد فعل المصريين، وهو أمر يوجب الشكر للمملكة الأردن ملكا وشعبا وحكومة وإعلاما، ويدعونا للاطمئنان على أبنائنا العاملين هناك.