رئيس التحرير
عصام كامل

أحلام «أردوغان» في مهب الريح.. ألمانيا ترفض اقتراحه بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا.. الولايات المتحدة تطالب بحلول أخرى في الحرب على «داعش».. والجيش التركي يحذر من الصدام مع الأكراد

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطالبه بإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، وتطهيرها من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، بحجة أنها تسهل عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم ومنعهم من الهجرة إلى الدول الأوربية.


وخرجت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الثلاثاء، لتعلن رفضها المقترح التركي بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا، محذرةً من مخاطر هذه الخطوة على سلامة اللاجئين، رغم محاولة فرنسا تسويق هذا المقترح أوربيا.

وأوضحت "ميركل" أن إقامة منطقة عازلة للاجئين قد تجعلهم عرضة لخطر القتل، لتنأى ببلادها عن اقتراح "أردوغان"، مشددةً على أنه في حال تبني هذا الاقتراح، يجب تبني سلامة اللاجئين هناك.

وقالت "ميركل": "إذا لم نتمكن من ضمان الأمن، فسينشأ وضع أسوأ من "سربرينتشا" في إشارة إلى المذبحة التي تعرض لها نحو 8 آلاف مسلم على أيدي القوات الصربية عام 1995، كما أن هناك مخاوف من اجتياح تنظيم "داعش" هذه المنطقة الأمنية".

رفض أمريكا
ورفضت الولايات المتحدة الأمريكية، في أغسطس الماضي، كلمة "ملاذ آمن" أو "منطقة عازلة" على المناطق السورية المحاذية للحدود التركية التي تنوي الولايات المتحدة وأنقرة تطهيرها من عناصر "داعش" وملأها بقوات المعارضة السورية المحاربة للتنظيم بدلا عنه.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "مارك تونر": لقد كنا واضحين من على هذا المنبر وفي عدة مناسبات أخرى، ليست هنالك منطقة أو ملاذ آمن، نحن لا نتحدث عن هذا هنا، ما نتحدث عنه هو جهد متواصل لطرد داعش من المنطقة".

وتابع "تونر": "لدينا مباحثات مستمرة عن تدابير أو جهود نستطيع اتخاذها للمساعدة في دعم الحرب ضد "داعش"، وإخلاء تلك المنطقة الواقعة على الحدود بين سوريا وتركيا".

موقف الجيش التركى
ولم تعترض ألمانيا والولايات المتحدة فقط على حلم "أردوغان" بإقامة منطقة عازلة في سوريا، بل أعرب الجيش التركي عن مخاوفه من إقامة تلك المنطقة، فقال الكاتب التركي سميح ايديز: "مع أنّ الجيش التركي يعارض قيام أيّ كيان كردي على طول الحدود التركيّة، يقال إنّه يخشى من أن تجرّه الحكومة إلى مغامرة عسكريّة في سوريا.

وأشارت التقارير الصّادرة عن مكتب رئيس هيئة الأركان العامّة والتي تسرّبت إلى الإعلام، إلى أنّ كبار الضباط يرغبون في أن تأخذ أنقرة في عين الاعتبار الانعكاسات الدوليّة للتورّط في نزاع معقّد ومتعدّد الأطراف.

وذكر الكاتب التركي فهيم تشتكين، في مقال له، أنه بالإضافة إلى تحفّظات الجيش التركي ومعارضة الولايات المتّحدة، قد يؤدّي تشكيل حكومة تركيّة جديدة إلى إعاقة جهود "أردوغان" الرامية إلى فرض منطقة عازلة.

وأضاف "تشتكين": "لن يكون من الممكن المحافظة على السياسة الخاصة بسوريا بعد تشكيل حكومة ائتلافية في تركيا، لذا يقوم "أردوغان" بجر تركيا إلى مغامرة في الفترة الانتقالية، يريد "أردوغان" الفوز في الانتخابات التي خسرها، لكن هذه المرة بصفته القائد الأعلى، ولا شك في أنه يدرك أن هذه الحسابات تنطوي على مخاطر فتاكة مثل التصادم مع الأكراد، والقتال مع الجيش السوري، وإحضار داعش إلى تركيا".
الجريدة الرسمية