رئيس التحرير
عصام كامل

اللهم ارزق حكومتنا فهمًا لحقيقة متاعبنا


اللهم ارزقنا شجاعة الاعتراف بأخطائنا والرغبة والقدرة على إصلاحها.. وارزق حكومتنا صدرًا واسعًا يقبل النقد بلا غضب ولا ضيق.. وارزقها حسًا سياسيًا يدرك حقيقة المسئولية ومقتضيات الوظيفة العامة.. وخلصنا من البيروقراطية وفساد الذمم والأخلاق.


اللهم هب حكومتنا رؤية سياسية تبصر حجم أزماتنا ما ظهر منها وما بطن.. ما حضر منها وما هو محتمل.. وارزقها حسن التصرف، وألا يكون أداؤها رد فعل بل مبادرة تمنع البلاء قبل وقوعه؛ عملًا بمبدأ الوقاية خير من العلاج.

اللهم ارزق وزراءها كثرة الأفعال وقلة التصريحات والوعود، وأن يعملوا في تناسق وتناغم وليس في جزر منعزلة كمن سبقهم، فلا يلقي كل منهم بالمشكلة في حجر صاحبه.. ارزقهم حب المصارحة بالحقائق لا التجمل بالأكاذيب؛ حتى لا تزداد الفجوة بين الحكومة والشعب، وحتى تعود المصداقية والثقة المتبادلة بينهما، ويحدث التفاعل الإيجابي ويزداد حماس الناس ورغبتهم في المشاركة العامة ويزداد الدعم الشعبي.

اللهم ارزق حكومتنا التي لاقت عند تشكيلها انتقادات وتحفظات عديدة، فهما ثاقبًا لحقيقة متاعبنا وبواعث آلام البسطاء والفقراء، مثلًا فلا يصح أن يكون هناك قرى محرومة من المياه النظيفة أو الصرف الصحي الآمن أو المدارس والمستشفيات، بينما ملاعب الجولف تروى بماء النيل..

اللهم أصلح منظومتنا الصحية الخربة.. فتدب العافية في أبدان المواطنين، ويزداد الإنتاج ويقل الفاقد المصروف على الكشف والعلاج بلا فائدة.

اللهم أصلح تعليمنا أس البلاء وآفة الآفات وسر المصائب والكوارث.. وانهض ببحثنا العلمي الذي أهملناه طويلًا فيتحول من عبء واستنزاف إلى طاقة وقيمة مضافة وأفكار منتجة خلاقة تعبر بالبلاد إلى نهضتها المأمولة من الفقر إلى اليسر، ومن التخلف إلى التقدم والرقي.. فلا تقدم ولا رقي إلا بإصلاح التعليم والبحث العلمي.
الجريدة الرسمية