رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. رسام على الرصيف.. «ريشة تصنع حياة»

فيتو

للجمال أوجه مختلفة لا يسعك التعبير عنها بطريقة واحدة، فتاره قد تسلك طريق الشعر وفنونه، وتارة تكون الحناجر وصوت الغناء والموسيقى خير معبر، وأخرى تكون في ألوان وريشة تحوم في ورقة بيضاء لترسم فتجسد من الجمال لوحة بديعة.


بالرسم تتضح الملامح وتبرز معايير الجمال فيها، إذ تجد اللوحة بألوانها قادرة على صنع ملحمة تعبيرية يخفق في تشكيلها أي درب آخر من دروب الفن والإبداع، والرسام هو رب لوحته التي تتشكل على يديه، كجنين يتكون في رحم أمه، فيبدأ نطفة ثم يعدو تكوينه إلى خلق كامل متكامل الأركان والأوجه.

لا يسعك في حرم الفنان وريشته إلا أن تتأوه من فرط اللذة التي تتكون على كلتا يديه، خاصة إن كان هذا الرسام لا يعدو كونه «رساما على الرصيف»، يرسم من الملامح أبهاها وأجملها، ويجسد من الشارع ملحمته الخاصة ورؤيته، فلا هو ذلك الشخص الذي يسعى إلى الكسب المادي فقط.

هي ريشة تصنع حياة، حياة أخرى وواقعا مغايرا للذي نعيش فيه، فتكسب من الواقع هيبته، ومن خيال الرسام قدرته على التصوير واقتناء الرقي من رحم المآسي، ويجمع ذلك الرسام الجالس على أحد أرصفة شارع المعز، المقابلة لمسجد قلاوون الشهير، مجموعة من الطلبة والطالبات، ليرسموا ما يروق لهم من الشارع المجيد الذي يعتبر أكبر المتاحف المفتوحة على مستوى العالم.

يرسم من الشارع مئذنة المسجد، فلا تأخذ من قلمه الرصاص سوى دقيقتين من الزمن، ثم يبدأ في اختيار الألوان المناسبة للعمل، ويمزج بعض الألوان مع بعضها، لينتج ما لذ وطاب له، وتبدأ كل فتاة من خلفه باختيار صورة ما من الشارع، تتناسب مع هواها وميل قلبها، فتختار واحدة إحدى بياعي "الخردة"، وتختار الأخرى طفلا يرنو إلى العالم بعينيه اللامعتين.
الجريدة الرسمية