رائحة الدم
كل عام وكل الأمة الإسلامية بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليكم باليمن والبركات، فقد تحولت شوارع مصر قبل عيد الأضحى بشهر ونصف الشهر إلى حظيرة للمواشى والخراف ولا يمكن لأى شخص أن يعترض فسيأتى الرد بالاستهجان أو بالسخرية لأن كل سنة وحضرتك طيب، فهذا أصبح من الطقوس الدينية لعيد الأضحى.
ثم تأتى صبيحة يوم العيد يوم الذبح والنحر فتجد وقد امتلأت الشوارع بالدماء وتصاعدت أبخرة هذه الدماء لتملأ الجو فتختلط مع رائحة فراء الماشية والقليل من ينظف بقايا الذبح وكأنهم يعلنون افتخارهم وكل عام وسيادتكم بخير.
والغريب أن كثيرًا من الناس نسوا أو تناسوا أنهم يذبحون ليتصدقوا على الفقراء لكن تجدهم يذبحون ويقطعون اللحم ويعبئونه في أكياس لولائمهم هم وعائلتهم.
فماذا لو غيرنا هذه العادة وكانت هناك جهة معينة هي التي تقوم بالشراء والذبح وإعادة توزيع اللحوم على من يستحق بالفعل ويمكن لصاحب الأضحية أن يشهد عملية الذبح بنفسه في مكانها المخصص ويأخذ هو نصيبه الشرعى من الأضحية ويمكن له أيضًا أن يشهد توزيعها ونرتاح من هذه المناظر السيئة وغير الحضارية التي نعيشها قبل كل عيد بشهر ونصف الشهر وتستمر لما بعد العيد أيضًا.
ولماذا لا يكون هناك بنوك للطعام هي المسئولة عن جمع خراف وماشية الأضاحى وهى التي تقوم بذبحها وإعادة توزيعها على مدى السنة ويمكن أن تكون مسئولة أيضًا عن جمع الصدقات والتبرعات ولماذا لا تكون هذه البنوك خاضعة لإشراف الدولة وهى لديها كشوف لمن يستحق الصدقة وتجدد هذه الكشوف باستمرار طبقًا لما تسفر عنه حالة الاستبيان المستمرة عن الحالات المستحقة للصدقة. وإن تم هذا فسيكون كل من يذبح خارج هذه البنوك فهو واقع لا محالة تحت طائة القانون.
مجرد رأى وكل عام وأنتم بخير
ولك الله يا مصر حماك الله ورعاك