رئيس التحرير
عصام كامل

يعيش جلالة الملك


أغنية ياليلة العيد لأم كلثوم لها ذكريات جميلة لدى الكثيرين، "من دون جيل الشباب طبعا".. تذكرنا بالزمن الرائع وفرحة العيد مع الأهل والأصحاب ونستعيد معها أحلي المواقف وتبعث في نفوسنا بنشوة البهجة.


وهناك حفلة شهيرة لهذه الأغنية أقيمت في النادي الأهلي عام 1944 أبدعت فيها أم كلثوم بكلمات أحمد رامي وموسيقى رياض السنباطي وانتزعت فيها آهات الحاضرين والمستمعين عبر أثير الإذاعة وسط سعادة عارمة.. فالعيد في كل زمان ومكان يبقي مصدرا للفرحة.

لكن الملفت للنظر لحظة وصول الملك فاروق للحفل وتعالي شعارات الهتيفة من عينة "عاش جلالة الملك".. ومبالغة المذيع في مديح الملك واستخدام عبارات تصف حضوره بأنه تشريف للشعب المصري بأكمله.. وأنه الملك المفدى ومنقذ الأمة ومعشوق الجماهير.. حتى إن أم كلثوم نفسها غيرت في كلام الأغنية وارتجلت لتغني اسم فاروق.

وبعد سنوات قامت ثورة 23 يوليو وفجأة تحول الملك المفدى والمنقذ إلى الفاسد والمدمر والمكروه وكل ما قاله مالك في الخمر.. وانصب المديح على جمال عبد الناصر الذي أصبح هو الزعيم المفدى والمنقذ والملهم.

وتكرر السيناريو مع السادات ثم مبارك حتى السيسي الآن.. نفس نغمة المبالغة في الأوصاف وإطلاق المعاني الفخمة وإحاطته بكل مديح وتقديس وكأنه منزه عن الخطأ.

إذن هي حالة مصرية لها جذور تمتد لأبعد من القرن الماضي بكثير وتتزايد الآن بشكل خطير ينسف قيمة النقد الذي يبني الأمم ويعلي من شأنها..فالنفاق أسهل طريقة للهدم.. وبدون حرية حقيقية لن تتقدم أمة ولن ينتصر شعب..
عيد سعيد.. أعاده الله على مصر بحرية وديمقراطية حقيقية.
الجريدة الرسمية