طقوس الكتابة عند أدباء الزمن الجميل.. «البستاني» تلهمه الشيشة.. الشناوي يلقي النكات والعقاد يكتب باللون الأحمر.. علي أمين يخلع الجاكيت.. القلم الرصاص ملهم توفيق الحكيم.. ويوسف إدريس يبدع في
رصد الراحل سمير صبحى الصحفى بجريدة الأهرام، طقوس الكتّاب والصحفيين والتي يمارسونها عند كتابة المقال الصحفى أو التأليف في كتابه «كشكول الصحافة» الذي صدر عام 1962، استجمع «صبحى» في فصل بالكتاب كل ما سمعه ورآه بعينه عند الكتابة.
المازنى وتوفيق دياب
وذكر المؤلف في كتابه «كشكول الصحافة»، أن إبراهيم عبد القادر المازنى كان لا ينشغل عن الكتابة سواء بدأها في الصباح أو المساء، في المكتب أو في المقهى أو الشارع، يكتب وهو ساكت لا يتحدث، في جو هادئ أو صاخب لكنه سريع الكتابة.
أما محمد توفيق دياب فكان يكتب وكأنه في مشهد من مسرحية، يمسك سيجارته ويجوب الحجرة ذهابا وإيابا في عصبية، ويلقى في نبرات مسرحية الكلمات إلى سكرتيره الذي يسجل له المقال.
شيشة البستانى
ولم يستطع الكاتب بطرس البستانى، التخلى عن شيشته، فاعتاد الكتابة واقفا أمام مكتب عال ويده الأخرى ممسكة بالشيشة، وكان أنطون الجميل رئيس تحرير نموذجيا لا يكتب ولا يقرأ إلا مساء، أما في الصباح فهو يراجع مواد الأهرام ويستقبل الزوار.
الشناوى والعقاد
ويكتب محمد حسين هيكل مقاله اليومى بعد العاشرة مساء حيث الهدوء والسكينة، خطه رديء ولا يُقرأ إلا بشق الأنفس، لا يعتنى باختيار الألفاظ، لكن أسلوبه السهل الممتنع.
وهذا على عكس عباس محمود العقاد الذي كان لا يكتب إلا منفردا، شديد العناية بخطه، لا يبيّض ما يكتبه ويصحح كتاباته بنفسه ويكتب بالمداد الأحمر، لا يدخن ولا يشرب القهوة.
أما كامل الشناوى فكان يتمتم بصوت غير مسموع إلا لنفسه أثناء كتابته، حيث تمتلئ حجرته بالناس، وإذا سكت الجالسون سألهم لماذا أنتم ساكتون؟ وأحيانا يرد على الهاتف ويروى نكتة، كل ذلك وهو يكتب المقال السياسي.
قميص على أمين وقلم بهاء الدين
وكان على أمين صاحب مزاج غريب، فيخلع الجاكيت ويلبس القميص قصير الكم حتى في الشتاء، ويأخذ في التدخين بشراهة ويمسك قلما جافا ويكتب على الورق الشفاف، وأمامه على المكتب طفاية سجائر مملوءة وكتب وجرائد وصحف ومجلات.
وكان إحسان عبد القدوس يفضل الكتابة في حجرة مكتبه بالمنزل، دقيقا في الكتابة، رقيق الحروف يكتب المقال السياسي كما يكتب الرواية، ورقه مرتب منمق، يرقم الصفحات، وعند الصفحة رقم 13 يطلب من أحد أصدقائه كتابة رقم الصفحة بنفسه.
طقوس بهاء الدين
أما أحمد بهاء الدين كان يفضل الكتابة في مكتبه ويمسك قلمه من الخلف ويكتب بظهر السن، خطه صعب القراءة، حريص على مراجعة مقاله قبل النشر.
ورق الحكيم وتليفون حسنين هيكل
وكان محمد حسنين هيكل يكتب بعد أن يغلق الباب على نفسه ويرفع سماعة التليفون، يستخدم ورقا مسطرا، قليل الشطب والحذف، يراجع البروفة بعد الجمع مرتين.
كما اعتاد توفيق الحكيم أن يكتب في منزله، أما مكتبه فهو للقاء الأصدقاء، يكتب المسرحيات والروايات في كراس مثل التلاميذ، يكتب بالقلم الرصاص ويكتب المقالات على ورق صغير.
يوسف إدريس في المطبعة
وعرف زكى نجيب محمود بكتابته على ورق مسطر، واضعا اسمه على يمين الصفحة، ولا يختصر من مقاله، وكان خطه واضحا جدا.
أما يوسف إدريس كان متعصبا لكتاباته، فإذا طلب منه حذف كلمة يسحب المقال بأكمله، فكان حريصا على متابعة وضبط مقاله في المطبعة بنفسه، وكان يكتب ليلا في منزله مستخدما الحبر الأسود على ورق الصحف.
وعرف لويس عوض بخطه الرديء كثير الشطب، يضع الكلمات على الهوامش، كثير التبديل، ويكتب بملابس الخروج.
وعرف لويس عوض بخطه الرديء كثير الشطب، يضع الكلمات على الهوامش، كثير التبديل، ويكتب بملابس الخروج.