رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة الجديدة (2)


مهمة الحكومة الجديدة أن تستعيد ثقة الناس وأن تكون على مستوى جهد ورؤية الرئيس وتطلعاته لوطن يتمنى أن يشار إليه بالبنان كمقياس لمستوى التعليم المتقدم وجودته وتطور العنصر البشري وقدرته على تحقيق قيمة مضافة تضاهي سنغافورة أو حتى كوريا الجنوبية..


قضايا الفساد التي ظهرت أخيرًا كشفت حالة من سيولة الفساد والاعوجاج والفوضى.. الأمر الذي يفرض على الحكومة الجديدة مواصلة فتح الملفات المسكوت عنها تصحيحًا للمسار وتعزيزًا لثقة الناس بالحكومة.

لقد قالها الرئيس بوضوح: الدولة لن تتنازل عن جنيه واحد أُخذ بغير حق.. فما بالنا بحفنة سماسرة أثروا ثراء فاحشًا بنهب آلاف الأفدنة من أراضي الدولة دونما إنتاج حقيقي يسد جوع الفقراء أو يحقق قيمة مضافة للاقتصاد القومي بينما ملايين الشباب لا يجدون فرصة عمل أو مسكنًا يسمح لهم بالزواج..باختصار لن ينصلح الحال إلا إذا صار القانون سيفًا فوق رقاب الجميع.. ولن يتحقق ذلك إلا إذا ألغينا الحصانات والامتيازات التي تجعل فئة ما فوق الجميع خلاف لما ينص عليه الدستور من المساواة أيضًا بين الجميع.

أتصور أن البدء في إصلاح التعليم وفق إستراتيجية دائمة والحرص على احترام القانون هما بوابة العبور للمستقبل وعلى حكومة المهندس شريف إسماعيل أن تستفيد من تجارب الآخرين.. فلا يبقى إلا ما ينفع الناس وليس أفضل من القدوة في التغيير..وعلى وزراء الحكومة الابتعاد عن الشو الإعلامي والتصريحات المثيرة للجدل والاستفزاز والعمل بجدية منذ اللحظة الأولى وفق رؤية تحترم القانون ولا تخشى إلا الله حتى لا ترتعش الأيدي والبعد عن تصفية الحسابات وإعادة اختراع العجلة ومراعاة الحالة الوطنية؛ فالمخاطر جسيمة.. والوقت قصير.. والناس لن تصبر طويلًا والإفلات من العقاب لم يعد ممكنًا إذا ما ارتكبت الخطايا !
الجريدة الرسمية