رئيس التحرير
عصام كامل

الخطر الذي يهدد فريضة الحج


أعلنت المملكة العربية السعودية عن أعداد الحجاج لهذا العام والمقدرة رسميا بمليون وثلاثمائة ألف حاج وشعبيا بمليون وأربعمائة ألف حاج.. هذا الرقم لا يترجم ما تشعر به لو كنت في مكة الآن.. ستتصور أن العدد يفوق الملايين الثلاثة فهل تكذب أرقام المملكة؟


بالطبع لا.. المشكلة والأزمة الحقيقية في المساحات.. البعض يتصور أن المملكة تضيق الخناق على الدول والدول من جانبها تضغط للحصول على أعداد أكبر والشعوب تضغط على الحكومات والوجدان الديني يضغط على الشعوب.. هكذا ندور في حلقة من الضغوط.

تقول الحقائق إن مساحة منى تبلغ مليونا وثمانمائة ألف متر مربع تفقد نحو ثلاثمائة وخمسين ألف متر من الطرق والخدمات

ويتم التسكين بواقع متر وستة سنتيمترات لحج الداخل بينما تصل المساحة إلى متر وعشرة سنتيمترات لحجاج الخارج وهذا يعني أن منى لا يمكن بأي حال من الأحوال تسكينها بأكثر من مليون ومائتي ألف حاج وألا تحدث كارثة إنسانية لا تستطيع المملكة أو غيرها تحمل عقباها.

أما مساحة مزدلفة فإنها مليون متر مربع فقط. قد يمكنها استيعاب هذا الرقم لأنها محطة مرور والبقاء بها لا يطول كثيرا.

عرفات ليست لديه مشكلة.. عرفات يمكنه استقبال سبعة ملايين حاج إذ إن مساحته تصل إلى ثمانية ملايين متر مربع.

إذن المشكلة كلها في منى التي يبيت بها الحجاج.. الجمرات ليست معضلة إذ يمكن تنظيمها وتنجح في استقبال عدد أكبر والسؤال: كيف يمكننا ولادة منى أخرى لمضاعفة عدد الحجاج دون قلق؟

البعض يتحدث عن خبراء أجانب يرون أنه يمكن " تكبير" منى بإنشاء عدد من الأبراج الشاهقة رأسيا وآخرون يرون أن هذا الحل يقضي على الملامح التاريخية لها.

فقد تكون هناك حلول تختزل الحج في عرفة والجمرات.. أنا بالمناسبة لست فقيها ولا شيخا ولا مفتيا.. أنا فقط مسلم أتمنى أن نفكر خارج الصندوق وفق القواعد الفقهية التي يجب أن تستوعب أن الراغبين في الحج كل عام قد يزيدون على الرقم الحالي عشرات المرات.
إذن الحل العبقري يكمن في المرونة الفقهية.


الجريدة الرسمية