رئيس التحرير
عصام كامل

«أقبض» من الرقاصة آه.. «أنتخبها» لأ!


في "حوار فضائي" دارت حلقة بين سما المصري وخصومها السياسيين بأحد برامح التوك شو الشهيرة، من أول لحظة بدا أن هناك سمة مشتركة تجمع بين جميع الحضور، الإفلاس الفكري والسياسي!


سادت حالة من التقية السياسية على مضمون الحوار.. فخصوم سما يرفضون مجرد ترشحها في الانتخابات ويرونها فيروس يهدد سمعة "الجمالية" منطقة الحسين والأزهر ومن ثم فلا يحق لراقصة-كما أسموها-تدنيس سمعة "الدايرة" !

في نفس اللحظة التي ارتدوا فيها عباءة التدين للانقضاض على "سفور" سما المصري تحولوا سريعا ليدافعوا بكل قوة عن ملابسها التي تظهر بها في كليباتها بعدما فاجأتهم على أنها تقوم بجلبها من "منطقتهم".. منطقة الحسين التابعة لـ "الجمالية" !

تحول حراس الزهد والرشاد والدين في لحظة إلى مدافعين أشاوس عن أدوات سفور المصري التي تزدهر تجارتها داخل حيز دائرتهم السياحية بالقاهرة التاريخية.. مبررين ذلك بأنها تصنع وتباع خصيصًا لـ "السياح".. باعتبارها ملابس لا تليق بالمصريين-بتوع الدين والأخلاق-حسب وصفهم !

في نظر "نواب الجمالية" صُنع الملابس السافرة وبيعها ليس حرامًا.. بل ربما يكون، شطارة وفهلوة، وهي الحرفة التي نتقنها بشدة.. فليس معني أن أكون صانعًا ومروجًا لـ"ملابس ساخنة "أن أكون مقتنعًا بها بالضرورة أو أرضى لأهلي وعشريتي ومن يريدون تمثيلي في البرلمان بارتدائها !

نفس المنطق تقريبا تعامل به الدكتور سمير صبري المحامي الشهير و-ابن الجمالية- والذي رفع دعوى قضائية لاستبعاد سما المصري من الانتخابات لافتقادها ما أسماه- الثقة والاعتبار وحسن السمعة-!

الغريب أن الرجل الذي طالب بمنع المصري من الترشح لأسباب أخلاقية لم ير مشكلة في أن يعترف على الهواء أنه محام لفنانة أخرى تقدم استعراضات-أكثر عريًا وابتذالا-بحسب وصف سما التي فاجأته على الهواء بمعلومة تناقض مبدأ حضوره من الأساس.. دون أن يكون جاهزًا لرد مناسب.

ارتبك صبري واستجاب لفخ سما.. فأكد للملايين الذين شاهدوه أنه لا غضاضة لديه في أن يدافع حتى عن تجار المخدرات والقتلة دون قيود أو اعتبارات من أي نوع !

اعتبر المحامي الكبير أن الترافع عن تجار المخدرات والقتلة "شغل".. لأنه رجل "مهني" يفرق بين العمل المهني.. والعمل السياسي.
الطريف أن نواب الجمالية الذين جاءوا للحلقة من الأساس لسبب أخلاقي وديني بحت.. تضامنوا بكل قوة مع صبري سواء في "مهنيته" مع نجلا أو "خصومته" مع سما.. واستماتوا في التفريق بين الموقفين كما فرق الفاروق عمر ابن الخطاب بين الحق والباطل !

دون إطالة.. هذا هو منطقنا في السياسة والحياة الذي لو كان ميكافيلي نفسه حيا لليوم لانتحر صاغرًا أمامه !
الجريدة الرسمية