«نيويورك تايمز»: غموض حول معركة «أوباما» ضد «داعش»
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيها، المنشورة اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني، إن الحرب التي بدأتها إدارة الرئيس بارك أوباما منذ أكثر من عام ضد تنظيم داعش الإرهابي كانت بعيدة عن الأنظار عمدًا.
وبدأت الافتتاحية بالإشارة إلى أنه خلال الحروب في العراق وأفغانستان، عادة ما كان المسئولون العسكريون الأمريكيون يقدمون، في كثير من الأحيان، تقييمات متفائلة مضللة للجهود المبذولة في المعركة، ويستخفون بالتقارير الأخرى التي تتناقض مع رواياتهم.
وأضافت الافتتاحية أن حديثهم عن التقدم الذي أحرزته القوات، كان يختلف في أحيان كثيرة عن استنتاجات محللي الاستخبارات المدنيين وتقارير الصحفيين في الميدان، وكانت تلك الآراء المتعارضة تنطوي على أهمية، إذ كانت في بعض الأحيان تضطر البنتاجون إلى مواجهة حقائق غير سارة وتغيير المسار.
وتأكيدًا على الميل إلى الإصرار على أن تكون الحرب ضد داعش بعيدة عن الأنظار، تذكر نيويورك تايمز أن البيانات الصحفية التي تلخص إجراءات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تتضمن إشارات غامضة إلى المكان والزمان ومنها جنوب غرب آسيا، وذلك لأن القيادة التي تقود المعركة، بحسب الصحيفة، لا تعترف علانية بقاعدتها.
وتشير الصحيفة إلى أن القيادة المركزية للقوات الأمريكية التي تشرف على الحملة الجوية تقوم بصفة دورية بإصدار فيديوهات بالأبيض والأسود، تظهر انفجار المباني بالقنابل وغيرها من الأهداف التي تبدو على شكل قطع صغيرة، بيد أن الحقائق الأساسية فيما يتعلق بعدد المدنيين الذين قُتلوا في الغارات الجوية أو إلى أي مدى نجحت إستراتيجية التحالف الدولي في إضعاف قوة تنظيم داعش، تظل من الأشياء البعيدة المنال بشكل مزعج.
وتقول الافتتاحية: "إن مثل هذا الشيء يجعل محاولات كبار المسؤولين العسكريين لتغيير استنتاجات ضباط المخابرات من الأمور المثيرة للقلق بشكل خاص، ويقوم المفتش العام لوزارة الدفاع بالتحقيق فيما إذا كان كبار المسؤولين في القيادة المركزية للقوات الأمريكية سعوا إلى تشويه تقديرات محللي الاستخبارات العسكرية، بهدف رسم صورة إيجابية للحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وسيتم الأخذ في الاعتبار بتلك التقييمات جنبًا إلى جنب مع التقارير الأخرى للوكالات المدنية، من أجل الوصول إلى خلاصات لتقديمها إلى الرئيس وصانعي السياسات العليا".
