رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. المتحدث باسم حزب التجمع: نحن ضد أي جماعة تتاجر بالدين وموقفنا واضح منذ عهد السادات

فيتو

  •  لا بد من تحرك قانونى منظم لحلها ومحاكمة من يرهبون الناس باسم الدين
  •  «التجمع» أول من وقف في وجه المتمسحين بالدين.. ورفضنا وساطة شخصيات بارزة للتواطؤ معهم
أطلق الشعب المصرى بمختلف طوائفه صرخة العداء الأبدى لجماعة الإخوان المسلمين وكل من يؤيدها في ثورة 30 يونيو، وأعلن رفضه كل الأحزاب التي تستغل الدين وتقحمه في السياسة لتحقيق أغراض تضر بالمصلحة الوطنية بموافقته على الدستور الذي تنص مواده على حظر تأسيس أحزاب سياسية على أساس ديني، ومع اقتراب بدء الانتخابات البرلمانية ظهرت مؤخرًا دعوات تحولت إلى حملة شعبية على غرار حملة تمرد يطمح مؤسسيها لجمع توقيعات من كل المحافظات بهدف حل الأحزاب الدينية التي لا تزال موجودة على الساحة السياسية المصرية للحد من خطرها على مستقبل مصر.. وحول تلك الحملة ومستقبل تيارات الإسلام السياسية في مصر كان هذا الحوار مع نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع:


> برزت مؤخرًا حملة شعبية لإنهاء وجود الأحزاب الدينية من الحياة السياسية المصرية، ما تعليقك؟
بالتأكيد أؤيد هذه الحملة التي تُدين هذه الأحزاب باعتبارها أحزابا دينية تستغل الدين، مع إيمانى بوجود طرق قانونية يجب اتباعها للوصول بفاعلية إلى هدف الحملة، فقد سبق وأن قدم عدد من المحامين دعاوى في المحاكم يطالبون من خلالها بحل حزب النور، وكانت الخسارة هي النتيجة المحتومة لضعف المستندات والأدلة التي تؤكد صحة الاتهام بأن الحزب «ديني» ولأن حزب النور يؤكد بشكل متواصل أنه ليس حزبًا دينيًا كما يطلق عليه الكثيرون، إذًا فالمطلوب هو إثبات أن هذه الأحزاب بالفعل دينية تستغل الدين وتتاجر به وتتلاعب به في المعركة الانتخابية لتحويلها من انتخابات برلمانية إلى انتخابات طائفية وأن معيار الجدية والسبيل في النجاح في الانتخابات هو طول لحية المرشح.

> وما الأدلة التي يمكن تقديمها للمحكمة لإثبات أن هذه الأحزاب بالفعل «دينية»؟
لقد اقتربت المعركة الانتخابية ولا بد أن تدرك القوى السياسية أهمية هذه المرحلة، ويجب أن يكون الناخب المصرى يقظا وعيناه تتابعان بدقة برامج وتصريحات وخطابات ممثلى كل حزب في الانتخابات، فإذا تبين تورط أحدهم في استغلال الدين في الدعاية الانتخابية أو ترديد شعارات دينية يكون هذا دليلا قويا يُمكن المحامين من إقامة دعوى قضائية ضد هذا الحزب وسوف يكسب القضية ويتم حل الحزب خلال 24 ساعة.

> وما رأيك في اتجاه الحملة لجمع توقيعات الشعب لإضفاء شرعية شعبية على أهدافها؟
بالطبع أوافق على هذا، ولكننى ما زلت على يقين تام بأن الطريق العملى التي سبق وتحدثت عنه هو الحل لكسب هذه القضية بصورة قانونية خاصة أننا نعيش في دولة القانون ويجب تحقيق هذا الهدف من خلال المحكمة.

> ما موقف حزب التجمع من الأحزاب الدينية؟
نحن ضد الأحزاب الدينية قلبًا وقالبًا وأيضًا ضد أي جماعة تتاجر بالدين وموقفنا تجاهها واضح منذ عهد الرئيس أنور السادات بل أيضًا منذ أيام الملك، وينفرد حزب التجمع بهذا الموقف منذ عشرات السنين، فطالما حاولت جماعة الإخوان المسلمين التحالف مع حزبنا، وجاء إلينا أعضاء مكتب الإرشاد بمصاحبة شخصيات سياسية عامة تدعى الآن انتماءها للثورة للوساطة ولإقناعنا بالتحالف مع الإخوان، وكانوا يؤكدون بشكل دائم أنه إذا تحالف الإخوان والتجمع سويًا ستتبعهما كل الأحزاب، وكنا نناقشهما ونكتشف المواقف المعادية للوحدة الوطنية التي تستغل الدين لأغراض لا علاقة لها بالدين، ولا تتفق مع المصلحة الوطنية العليا لمصر.

> هل يدعم حزب التجمع هذه الحملة ضد الأحزاب الدينية أم تؤيدها بصفتك الشخصية؟
أنا أؤيدها بشكل شخصي، لكن بوجه عام الحزب لا يحتاج أن يؤكد موقفه لأنه معروف.



> وهل من المتوقع أن يعلن الحزب قريبًا انضمامه لهذه الحملة؟
لقد تواصل معى عدد من أعضاء الحملة وأعلنت تأييدى لحملتهم وطالبتهم بالاستمرار في جمع التوقيعات، ولكن الحزب لم يناقش فكرة اتخاذ قرار الانضمام للحملة في أي هيئة حزبية، ولم نتطرق لقضية توقيع الاستمارات بعد، ولكن موقفنا معروف في كافة الأحوال، لأن حزبنا كان من أوائل الأحزاب التي اتخذت موقفا معاديا للأحزاب الدينية.

> هل تعتقد أن الأحزاب الدينية تشكل خطرًا على مصلحة مصر في الفترة المقبلة؟
أؤكد دائمًا أن حزب التجمع ضد أي حزب أو جماعة أو أطراف تستخدم الدين لأغراض انتخابية وسياسية، وبالتالى نحن نعتبر هؤلاء الذين يدعون امتلاكهم الحق بأن يقولوا هذا حلال وهذا حرام، مجرد دجالين ومشعوذين يستغلون تدين الشعب المصرى الفطرى ويخدعونهم باسم الدين، لكن يجب أن نتعلم من التاريخ ومن دروس الماضى ونحن نتلقى دروسًا منذ 1928 العام الذي تأسست فيه الجماعة، والشعب المصرى شعب واع ويقظ ولا يمكن أن نلغى عقولنا وتجاربنا ودروس الماضى ونبدأ من الصفر من جديد حتى تنجو مصر من فخاخ عديدة ومنزلقات خطيرة في حالة استمرار وجود هذه الأحزاب، التي كل ما تركز عليه من جهود هو تقسيم المواطنين إلى متدينين وكفار وتمزيق النسيج الوطني..

> هل ترى أن هذه الأحزاب تربطها علاقة بالإخوان المسلمين وتمثل غطاءً سياسيًا للجماعة كما يعتقد الكثيرون؟
نحن لا نفرق بين جماعة الإخوان وبيت المقدس وأجناد الإسلام وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش والجماعة الإسلامية، كل هؤلاء شىء واحد، جميعها خرجت من عباءة الوهابية، وأرى أن الأحزاب السياسية نفس الشيء، ولكنى على يقين بأن جماعة الإخوان المسلمين انتهت من الحياة السياسية المصرية بعدما لفظها الشعب المصري، بعد أن تأكد لديها أنها جماعة من القتلة والخونة التي تفرط في المصالح الوطنية العليا لإرضاء قوى أجنبية تساندها في تولى السلطة.

> ما مصادر تمويل هذه الأحزاب من وجهة نظرك؟
تتنوع مصادر تمويل الأحزاب الدينية في مصر ما بين مصادر خارجية برعاية دول بعينها وأخرى داخلية حيث إن أعضاء تلك الأحزاب يمتلكون شركات ومدارس خاصة ومشروعات تجارية لم تلتفت إليها الدولة إلا مؤخرا.

> مع اقتراب موعد انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية، كيف ترى فرص الأحزاب الدينية في البرلمان المقبل؟
أراهن على وعى الناخب المصرى الذي صنع ثورتين عظيمتين، خاصة أن الوعى السياسي للمواطن المصرى وصل في الفترة الحالية إلى مرحلة الذروة، وبالتالى يمكن له أن يميز بين من يعمل لمصلحته ومن يريد تحقيق مصالحه الشخصية، والشعب المصرى يرغب في المشاركة بشكل إيجابى في صنع القرار السياسي وأن يكون رقيبًا على هذا القرار، وبالتالى أنا أرى أن البرلمان القادم لن يكون كما يتصور البعض نصفه من الحزب الوطنى والنصف الآخر متأسلمون ولكنه سيكون برلمانا يعكس الإنجازات الكبيرة التي حققها المصريون.

> يرى حزب النور أن هذه الحملة تدعو لتشويهه وإقصائه والتأثير على فرصة في الانتخابات المقبلة، ما تعليقك؟
كل من يستخدم الدين لأغراض سياسية وكل من يستغل السياسة لأغراض دينية إنما يُقصى نفسه من الحياة السياسية لأن الدين مقدس وثابت بينما السياسة غير مقدسة ومتغيرة بشكل مستمر وبالتالى الخلط بين الدين والسياسة جريمة في حق الدين.

> ما رأيك في الاتهامات التي يوجهها قيادى بالدعوة السلفية بأن الأحزاب الليبرالية والعلمانية تروج لكل ما هو ضمن العرف والاخلاق؟
هذا ليس حقيقيا بالمرة لأنه لا يوجد أي حزب ليبرالى في مصر يدعو لإباحة مثل هذه الأفعال وكلها ادعاءات باطلة، وكل من يردد هذه الأكاذيب إنما يخلط بين الأحزاب الليبرالية والتقدمية في مصر وبين دعوات يرددها البعض في دول أخرى خارج مصر لا علاقة لنا بهم وهم يفكرون بطريقة مختلفة عنا ونحن نرفض كل هذه الدعوات بل على العكس نحن الذين نحرص على مكارم الأخلاق وليس هؤلاء الذين يدعون أنهم يحتكرون الدين لأنفسهم.

> وأخيرًا.. هل تتوقع أن تلقى هذه الحملة نجاحًا في تحقيق أهدافها؟
أعتقد أن هذه الحملة ستكون مفيدة في تعزيز الوعى واليقظة لدى المصريين في مواجهة هذه الأحزاب، وفهم تحركاتها وطموحاتها والهدف من تأسيسها الذي يتجلى في تفتيت وتمزيق النسيج الوطنى الواحد، لكن إذا كنا جادين في إنهاء وجود هذه الأحزاب التي تمثل امتدادًا لجماعة الإخوان، يجب أن نجمع الأدلة لإثبات أنها أحزاب دينية وبالتالى ستنطبق عليها مواد الدستور التي تحظر تأسيس أحزاب سياسية على أساس دينى ومن ثم يصدر قرار الحل.
الحوار منقول بتصرف عن ملحق النسخة الورقية لــ "فيتو"

الجريدة الرسمية