رئيس التحرير
عصام كامل

كلمة السر (2)


لقد حققت الدول الثلاثة (ماليزيا، سنغافورا، هونج كونج) في رأيي معجزات اقتصادية، قابلها صعوبات جمة، لم تمنع هذه الكيانات العملاقة من مواصلة التحدي، ولم تكن الأزمة المالية العالمية مثلًا - رغم قسوتها عليها - مانعًا في سبيل التقدم بل وجدنا سنغافورة تخصص ما يقرب من نصف ميزانيتها لتعليم مبدع وتدريب الكوادر الشابة، كما سارعت إلى ضخ المليارات؛ لتحسين سوق العمل والأوضاع الاجتماعية ورفع معدلات الإنتاج ودعم برنامج التأمين الطبقي وشرائح المجتمع فوق الخمسين.. هكذا تعاملت هذه الدول مع أزماتها بأفكار من خارج الصندوق، ونجحت لا لشيء إلا لأنها جعلت تنمية البشر أولوية وليس عبئًا، كما يتصور بعض المسئولين عندنا.


المراقب لتطور الدول الثلاثة، يجدها تحولت نوعيًا في سنوات معدودات، فحققت إنجازات مشهودة رفعت مؤشرات التنمية الشاملة درجات عالية، فصارت بلادًا منتجة زراعيًا وصناعيًا وعلميًا، رغم فقرها الواضح في الموارد الطبيعية، ورغم أنها تقل عنا كثيرًا في الموارد البشرية التي تصل لنحو 60% من مجموع سكاننا من الشباب.
الجريدة الرسمية