رئيس التحرير
عصام كامل

الحق


الحق شيء عظيم قدره الله تعالى لك كإنسان فلك الحق في الحياة والحق في العدالة والحق في الكرامة والحق لتكون الحقوق على قدر من المساواة لجميع البشر دون تمييزهم في العرق أو اللون أو الجنس.


الحق هو ما يمتلكه الآخر حقا على الجميع ولو أبخسوه حقه لكان هناك غياب للعدالة أو المساواة أو الحيادية في الحكم حيث لا يترك للآخرين التمتع بحقوقهم المفروضة لهم وإنما قد يستحوذون عليها باستضعاف صاحب الحق الذي يفترض أن تحميه الاعراف قبل القوانين.

والأعراف لا شك أن لها من قيم حاكمة تضمن عدم التلاعب بحقوق الناس التي تختلف في الواقع من دولة لأخرى ومن منطقه لأخرى فالتقاليد والقيم التي تسود المجتمعات قد تعطى مثلا للبنت حقوقا اقل من مثيلتها في منطقة أخرى اختلفت عنها في قيم وثقافة وذلك حسب احتكاكها بثقافات أخرى مختلفة مكنتها من الخروج من دائرة تقاليدها إلى انفتاح أكثر على حقوق أخرى لم يكونوا يعرفونها ما لم يحدث ذلك الاحتكاك الثقافي بينهم.

كلما تحضرت المجتمعات زاد احترامها للحقوق وكلما انحدرت فإنها كما تهمل الأفراد فإنها تهمل حقوقهم والمشكلة لا تكمن في الدولة كنظام بقدر ما تكون بيد المجتمعات فإنها لا يمكن للدولة أن تقيد وراء كل مواطن مراقب ليعطي تقريرا عن استيفاء المواطن حقه وإنما يتولى الناس مراعاة استيفاء الآخرين الحقوق كما يريدون أن يراعى الآخرون حقوقهم أي أن إقامة المعيار الذي يقيس به الناس حقوق الآخرين هو نفس المعيار الذي يضعونه لوجودهم المتمثل في حقوقهم.

تتغير الظروف والأحوال ويتغير الزمان والمكان وتبقى في الذاكرة ما يدركه الإنسان من سلب حق كان له وارتضى أن يقبل فيه الهزيمة لأنه ليس له طاقه ولا قدرة على تحمل تكاليف استرداد حقه فالبحث عن الحق قد يكلفك العمر كله تقضيه في ساحات المحاكم والقضايا حتى يبلى من يبلى ويعيش من يعيش ويخسر الإنسان حياته في البحث عن حقه الذي قد يتنازل عنه توفيرا للوقت والجهد والعمر أيضا.

على المجتمع أن يراعى قدسية الحقوق امام رب العباد أولا وامام الناس ثانيا وأمام ذاته ثالثا.

يقول الله تعالى في كتابه الحكيم:

"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " النساء ( 9 )

هذا ما يريده الله للعباد أن يقولوا الحق للناس ليقيموا المعايير التي تصبح قيمة يحترمها المجتمع يستفيد منها أبناؤهم حين يحكم المجتمع لهم بحقوقهم أيضا.. بعد ترك أهلهم الحياة.
هذا ما أوصى الله به حين ذكر" قولا سديدا ".
الجريدة الرسمية